في مقابلة أجريت منتصف ليل سبتمبر، وبُثت فجر 30 سبتمبر، رد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على أسئلة نورا أودونيل من برنامج "60 دقيقة" في شبكة "سي بي أس نيوز" الأمريكية، التي تناولت دوره في مقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي وتعذيب الناشطة لجين الهذلول ودور السعودية في تعميق الأزمة اليمنية والهجوم على منشأتي نفط سعوديتين رئيسيتين في وقت سابق من الشهر الجاري. وعرضت المقابلة في الحلقة الافتتاحية للموسم 52 للبرنامج، وبدأتها المحاورة بسؤال الأمير السعودي صراحةً "هل أمرت بقتل جمال خاشقجي؟"، فأجاب: "بلا شك لا. كانت جريمة مؤلمة جداً، لكنني أتحمل مسؤوليتها بالكامل، لا سيما أن مرتكبيها أفراد يعملون لمصلحة الحكومة السعودية". جريمة خاشقجي لن تتكرر وسألته المحاورة: هل يعني ذلك أنك تتحمل المسؤولية عنها؟ فأجاب: "عندما تقع حادثة لمواطن سعودي على أيدي موظفين حكوميين، لا بد أن أتحمل المسؤولية كقائد سعودي. كان هذا خطأً ويجب أن أتخذ جميع التدابير لئلا يتكرر ذلك مستقبلاً". قُتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي. واتهم ولي العهد صراحةً بإعطاء أمر القتل، وتعرضت الرياض منذ ذاك لانتقادات دولية عديدة. وألحت أودونيل في السؤال: كيف لم تكن تعلم بشأن الجريمة؟ فأجابها الأمير: "البعض يتوقع أنني يجب أن أعرف ما يفعله ثلاثة ملايين موظف لدى الحكومة السعودية يومياً. من المستحيل أن يرسل الثلاثة ملايين تقاريرهم اليومية إلى القائد أو ثاني أعلى مسؤول في الحكومة السعودية". وعن تورط اثنين من أقرب مستشاريه في الجريمة، أوضح: "التحقيقات جارية، وحالما تنتهي إلى ثبوت اتهام أي شخص فسيأخذ إلى المحكمة مباشرةً… لن يمنح أي شخص استثناءات". أما عن شعوره حيال تورط مقربين منه في هذه الجريمة الشنعاء، واتهام "الحكومة الأمريكية" له، فقد لفت ولي العهد السعودي إلى أن أي اتهام مباشر له لم يصدر عن الحكومة الأمريكية، مبيناً أنه "لا يوجد دليل واضح ولا اتهام أي شخص مقرب مني بالتورط فعلاً. لا يمكن التخيل كيف تألمنا (الحكومة السعودية) لجريمة مثل هذه". وناقشت أودونيل الأمير في تقرير للمخابرات الأمريكية خلص إلى أن ولي العهد استهدف خاشقجي وربما أصدر أمراً بقتله، قال: "أرجو أن تخرج هذه المعلومات. إذا كانت هناك أدلة ضدي أرجو أن تقدم". ومن الأسئلة التي طرحت على الأمير في هذا السياق "ما التهديد الذي قد يمثله كاتب رأي لحكومة المملكة حتى يَصدُر أمر بقتله؟". وكان رده: "لا يوجد أي تهديد من أي صحافي. الذي يهدد المملكة بالفعل هو الهجوم على صحافييها". وعن استياء وغضب المشترعين الأمريكيين وأعضاء الكونغرس منه وتأثير ذلك على العلاقة بين البلدين، شدد على أن "العلاقة (بين واشنطنوالرياض) أكبر من ذلك بكثير. هذا الحادث (مقتل خاشقجي) آلمنا جميعاً ونسعى إلى أن يكون المستقبل أفضل كثيراً".