تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبحضور كل من المندوبة الجهوية للثقافة بباجة ورئيس بلدية باجة والسلط المحلية وعدد من المبدعين والمهتمين بالشّأن الثّقافي بالجهة تم اليوم السّبت 14 ديسمبر الجاري تدشين مقر دار الآداب والفنون بباجة هذا المولود الجديد الذي يبعث بين أروقة القصر المعماري المتدّ المعروف ب "قصر بورقيبة "سابقا وهو قصر معمّرمن مخلّفات الحماية الفرنسية يتواجدعلى مساحة 1700م2 داخل ضيعة كبرى من رسم عقاري موحّد تم استغلاله بعد الاستقلال لفائدة عدّة مصالح إدارية بما يعرف اليوم بالحي الإداري ليظل القصر محافظا على هندسته الفنية المنقسمة إلى قسمين رئيسيين : المساحة الحيوية المتكونة من الحديقةالمحيطة بكامل القصر والمساحة السّكنية المتكوّنة من ثلاثة طوابق أرضية وطابق تحت أرضي وعدد من الأجنحة والغرف يفوق عددها العشرين مبلّطة بالجليز المزخرف ومدارج من المرمر الخالص وشرفات مسنّدة بالخشب المنقوش تطلّ على مختلف جنباته ومصعد ميكانيكي يربط بين جميع طوابقه، يقال إنّه من أقدم المصاعد في شمال إفريقيا،وتغطي القرميد الأحمر القاني أسقف القصر فينتصب على طرف المدينة كشاهد عن تاريخ هذه الأرض وأهلها.تم تخصيص هذا المبنى لفائدة وزارة الشؤون الثقافية رسميّا منذ أفريل سنة 2019 لذلك تبذل المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية جهدا لتأهيله وبعث الحياة فيه من جديد من خلال العرض المتنوّع " باجة المبدعة" الذي يشمل عددا من المعارض والعروض الفنية والأدبية ذات الصلة بالجهة من ناحية وبالإبداع من ناحية كمعرض الإصدارات الأدبية لأبناء الجهة ومعرض أعلام باجة في العقود الماضية والمعرض التشكيلي لناديي الفنون التشكيلية بدار الثقافة عمار فرحات والمركّب الثّقافي وعرضالمالوف للموسيقى التقليدية للمعهد الجهوي للموسيقى بباجة والعرض الموسيقي لنادي الموسيقى بالمركب الثقافي إضافة إلى عدد من الورشات في السينما والترغيب في المطالعة بمساهمة كل من نادي السينما بالمركب الثقافي والمكتبة العمومية بباجة فضلا عن عرض للألعاب الرقمية واللوحات الزيتية والرسومات الفنية لأعلام وفنانين من باجة لينتهي النشاط بلوحة راقصة من إنتاج الفضاء الثقافي الخاص "نفيسة " ليكون الافتتاح تعبيرة صريحة عن هذا المسمى الجديد الذي تقول عنه السيدة بسمة بن أحمد القلعي المندوبة الجهوية للثقافة بباجة "إنه مكسب جديد للجهة وانفتاح من المركز على الجهات باعتباره الفضاء الأول من نوعه داخل الجهات بعد القصر السعيد بباردو الذي تم بعثه بالعاصمة وسيكون هذا الفضاء مفتوحا للأنشطة الأدبية والفنية النوعية من داخل البلاد التونسية ومن خارجها ورافدا بل امتدادا طبيعيا للمؤسسات الثقافية الرّسمية بالجهة ".كما أفادت بأن المندوبية الجهوية للثقافة بباجة ما زالت تبحث سبل تسييره وذلك بالتنسيق مع وزارة الإشراف". لكن هل يكفي مثل هذا التخصيص القانوني لبعث مثل هذه الفضاءات الحالمة في غياب رؤية واضحة وتمويل صريح سواء لفائدة صيانة هذا المبنى الممتدّ في الفضاء والزمن أو لتأثيثه بما يحتاح لوجستيا وبشريا حتى يقوم بوظائفه الحيويّة اللازمة ويحقق الإضافة الثقافية التي تعدّل في مسار التّنمية بالجهات؟