انطلقت كما هو معلوم الإدارة الوطنية للتحكيم في تطبيق قرار الجامعة التونسية لكرة القدم القاضي بتمكين الحكام الأفارقة من إدارة مباريات في البطولة الوطنية وذلك بإسناد مهمّة إدارة كلاسيكو الأربعاء بين النجم والترجي للأثيوبي باملاك تيسيما. وللحديث عن وجاهة هذا القرار اتصلت "الصباح نيوز" بالحكم الدولي السابق محمّد بن حسانة الذي أفادنا بأن هذا القرار جاء نتيجة الأداء المتذبذب للحكم وليد الجريدي في قمّة النجم والإفريقي والذي كان تعيينا خاطئا بكل المقاييس بما أن الجريدي أظهر في كل المباريات الكبيرة التي أدارها افتقاده للشخصية الكبيرة دون أن ننسى وضعه النفسي الصعب بعد ابعاده من القائمة الدولية والتي باتت في عهد وديع الجريء مرتعا لكل من هب ودب وصار التواجد فيها بمثابة المكافأة عن تطبيق التعليمات وتقديم الولاءات. وأضاف بن حسانة أن القرار الأخير يثبت تناقضا واضحا في مواقف الجامعة، فهو لا يتماشى مع تأكيداتها السابقة بعدم اللجوء إلى الحكام الأجانب والتركيز على التكوين القاعدي وهي كذبة كبيرة بما أن القطاع حاليا يشكو نقصا كبيرا في الكفاءات فباستثناء يوسف السرايري وهيثم قيراط لا نمتلك اليوم حكاما قادرين على إدارة المباريات الكبرى. مشيرا إلى أن الجامعة بحثت من خلال هذا التوجه على تجنّب ضغوط الفرق وترضيتهم دون التفكير في مصلحة الحكام التونسيين الذين سيتضررون دون شك من هذا القرار الذي نلمس فيه تهربا من تحمّل المسؤولية ورغبة في معالجة جزئية لبعض من مشاكل هذا القطاع. وختم بن حسانة حديثه إلينا بالتأكيد على أن الحكام الأفارقة قد تفوقوا بأشواط على الحكام التونسيين من حيث الكفاءة والنزاهة وهذا يعود أساسا إلى المنظومة الحالية التي سعت منذ وصولها إلى ابعاء الكفاءات والحكام أصحاب الشخصية القوية والذين يرفضون تطبيق التعليمات، مقابل تقريب بعض الوجوه التي لا يمكن أن تتطور وأن تصل إلى المستويات العالية بما أنها اختارت طوعا الخضوع لسلطان التعليمات مقابل الحصول على هدايا لا تستحقها.