نظم عدد من الفلاحين بولاية بنزرت صباح اليوم الاثنين وقفة احتجاجية بإشراف ممثلين نقابيين من المكتبين الجهوي والوطني أمام الإدارة الجهوية للتجارة تعبيرا عن غضبهم على التهميش الذي يعيشه القطاع الفلاحي والتدمير الممنهج الذي يتعرض له ،وفق قولهم. وقد حمل الفلاحون على الأعناق تابوتا رمزا للمصير الذي ينتظر الفلاح، ثم صلوا عليه صلاة الجنازة. وفي تصريحه ل"الصباح نيوز " أكد عضو المكتب الجهوي للنقابة يوسف بن زينب أنهم اضطروا إلى تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية؛ لأن معاناة القطاع بلغت حدا لا يطاق ، وأن وزارة التجارة هي المسؤول رقم 1 عن ذلك بسبب التوريد العشوائي وعدم توفير الأعلاف والأسمدة والبذور ، وبات مصير الفلاح مهددا، ومستقبل القطاع في مهب الريح ،مع العلم أن النقابة وضعت استراتيجية إنقاذ وجهت إلى الوزارة والحكومة السابقة، لكنها لم تحظ بالاهتمام ، رغم قيمة الحلول المقترحة . وفي سياق مواز أكد عضو المكتب التنفيذي وعضو المكتب الوطني لتربية الماشية عماد عاضور أن "هذه التحركات تتم حاليا على مستوى جهوي ؛ لعدم إشراك وزارة التجارة الفلاح وأهل المهنة في القرارات التي تتخذها وزارة التجارة وتهم مصير الفلاح والقطاع . ومنها التوريد ، ومسألة التوزيع ومراقبة مسالكه ؛ إذ ليس من العقول مثلا أن يبيع الفلاح "ربطة بسباس" ب250 مليم ، وتصل إلى المواطن ب1200 للمواطن ، هذا فضلا عن صفقات مشبوهة للتوريد . ونحن نرى أن الحل سهل ، ويتمثل في إشراك المنظمات الفلاحية في اتخاذ القرارت في كل مايتعلق بالتوريد ، وإحداث لجان جهوية ومراقبة المواد الفلاحية المدعمة ، وإعداد قائمة بها ، والضرب على أيدي المحتكرين، و التحرك القادم سيكون على مستوى وطني." ومن جانبه بين رئيس الغرفة الجهوية لمربيي النحل الحبيب شعلان أن هذا القطاع يعاني من التهميش من طرف الدولة ، وانعدام المراقبة على مستوى وزارة التجارة، وخصوصا الصناديق والشمع من حيث الجودة والأسعار ، إضافة إلى الاستيراد الذي يضر بالمنتوج المحلي، ويهدد أهل القطاع الذين لا يحظون بالإحاطة والإرشاد، ولا يتمتعون بالمنحة عند الجوائح. إن القطاع يتعرض إلى الموت البطيء من جراء ذلك ، ومن جراء المبيدات الحشرية التي تبيد النحل ، ومن جراء نقص المراعي وخاصة غابات الكالتوس التي تتعرض للقطع أو الحرائق دون أن تتم عملية التشجير للتعويض ، وهو ما جعل بعض المربين يرمون المنديل، والحال أن العسل التونسي معروف بجودته العالية ، وقادر على توفير العملة الصعبة ، وأن الحل الأمثل لإنقاذ القطاع يكمن في بعث ديوان تربية النحل.