وسط التطورات المتلاحقة وتسارع المستجدات حول مخاطر فيروس كورونا المستجد ، بعد اعلان وزارة الصحة مساء أمس عن الإصابة المؤكدة الثانية ، لم تتحرك الحكومة في اتجاه يتماشى مع دقة المرحلة ، في ظل المخاطر التي تهدد صحة التونسيين ، ولم تتخذ أي قرارات استثنائية ، في وقت يتطلب "استنفارا" على جميع المستويات ، وإجراءات عاجلة تطمئن الجميع . ويبدو أن الخطوة الضرورية في الظرف الراهن ، هو قطع الطريق أمام الاشاعات الكاذبة التي كثيرا ما "أشعلت" مواقع التواصل الاجتماعي ، لتدخل المواطنين في دائرة البلبلة ، وحتى الهلع ، لاسيما مع توفير المعلومة في ابانها ، وهو ما يتطلب من الحكومة إجراءات عاجلة ، لا تحتمل التأجيل ، باعتبار ان كل تأخير قد تكون تداعياته سلبية وكارثية . أولا : ان التخبط الإعلامي في التعاطي مع مخاطر كورونا المحتملة ، يقتضي من الحكومة الإسراع في وضع خطة اتصالية متكاملة وواضحة ، بما من شأنه وضع حد لحالة "الفوضى" ، وتأثيراتها السلبية. ثانيا : ضرورة التنسيق بين الوزارات والهياكل ، ومختلف المؤسسات ، فيما يتعلق بمختلف التحركات والإجراءات ، والاعلان عن القرارات ، لان كل خطوة غير مدروسة ، دون انسجام وتناغم ، قد تكون سلبياتها اكثر من ايجابياتها. ثالثا: يتحتم عقد ندوات صحفية دورية ، وفق ما تفرضه التطورات والمستجدات ، حتى اذا تطلب الأمر نقطتين اعلاميتين في اليوم الواحد ، صباحية ومسائية ، في سبيل وضع حد للشائعات ، ومحاصرة الأخبار المفبركة . رابعا: لابد من اتباع المصداقية ، والشفافية ، والموضوعية ، في اعلان المعطيات وآخر التطورات ، وتوفير المعلومة في ابانها ، لان أي تأخير في كشف الحقيقة ، قد يفتح نوافذ التأويلات. خامسا: ان التعتيم خط أحمر ، لان أي تلاعب ، أو أي ممارسات في اتجاه إخفاء الحقائق ، قد يضرب الثقة في الحكومة في مقتل ، ويدخل البلاد في دوامة ، وبلبلة لا يحمد عقباها . سادسا: ان الحكومة اليوم مطالبة ، أكثر من أي وقت مضى ، بالجدية في التعاطي مع المخاطر المحتملة ، لهذا الفيروس المستجد ، باعتبار ان أي تساهل أو تعامل غير مدروس قد يفتح على البلاد ، أبواب "الجحيم". سابعا : لا مجال للشك ، ان الوضع الدقيق ، والحساس ، يتطلب عدم التردد ، والحسم في اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة ، باعتبار ان اتخاذ اجراءات بعد فوات الأوان ، له مساوئ ، لا تحصى ولا تعد ، وقد يعقد الوضع أكثر. كلها مسائل تبدو ضرورية ، يتعين على حكومة الفخفاخ مراعاتها ، من أجل تأكيد النجاعة والشفافية والمصداقية والجدية ، في مواجهة الفيروس الخطير ، المستجد ، وتداعياته الخطيرة على البلاد والعباد .