مواطنون يدعون إلى تكثيف المراقبة لوضع حدّ لكل التجاوزات تونس الصباح: غصت شوارع العاصمة أمس بالمتسوقين القادمين من كل حدب وصوب للتبضع من المتاجر والأسواق ولاقتناء ما جاد به التجار عليهم من ملابس وأحذية وحقائب يدوية وغيرها في أول يوم من أيام موسم التخفيضات الصيفية.. ونظرا لشدة الازدحام وكثرة التهافت على تلك الفضاءات التجارية فقد استحال على بعض المتسوقين قضاء حاجياتهم وقالت إحداهن وقد بادرنا بسؤالها إن كانت قد عثرت على ضالتها وتدعى أميرة "إنني لم أستطع شراء أي شيء فالمكان مكتظ للغاية.. ولم أتعود على التسوق في مثل هذه الظروف".. وبينت هذه الفتاة القادمة من مدينة مساكن أنها لم تتعود على مثل هذا الازدحام في متاجر الساحل.. وعبرت مرافقتها وتدعى فدوى عن دهشتها الكبيرة لكل ذلك الازدحام.. وقالت أخرى "خيل لي وكأنني في بلد آخر.. إذ أنني لم أر في حياتي كل هذه الجحافل من الناس وهم يجوبون الشوارع في عز القيلولة ويتصببون عرقا لا لشيء إلا للتسوق.. واقترحت الفتاة فتح المتاجر ليلا استجابة لطلبات هذه الجماهير خاصة وأن المواطن التونسي تعود على موسم التخفيضات وأصبح يؤجل عمليات اقتناء ما يلزمه ويلزم جميع أفراد عائلته من ملابس وأحذية وحقائب وغيرها من المستلزمات إلى غاية حلول شهر أوت.. وفي هذا الإطار تفيد معطيات الإدارة العامة للمنافسة والأبحاث الاقتصادية بوزارة التجارة والصناعات التقليدية أنه تم تسجيل انخراط 1340 تاجرا وينتظر أن يصل هذا الرقم إلى 1600 مؤسسة ومن المنتظر أن يبلغ عدد نقاط البيع لهذه المؤسسات نحو 2080 نقطة بيع مقابل 2041 خلال سنة 2007 و1583 خلال سنة 2006. وتتراوح نسب التخفيضات بين 20 و80 بالمائة غير أن النسب الأكثر تداولا تتراوح بين 20 و50 بالمائة. ولئن حافظ قطاع الملابس الجاهزة على أهم نسبة من القطاعات المشاركة في تظاهرة التخفيضات فقد تحسنت نسبة مشاركة قطاع الأحذية وقطاعات أخرى مثل الأقمشة والمعدات الكهرومنزلية ومواد التجميل والعطورات والهدايا ومنتجات الصناعات التقليدية. اختلاف الآراء بشأن التخفيضات عن انطباعاتهم حول ما وجدوه في المتاجر من تخفيضات عبر البعض عن رضاهم عن العرض المتوفر والأسعار المقترحة في حين أبدى آخرون وهم أغلبية تذمراتهم من نوعية السلع التي شملتها التخفيضات وقالوا إنها فقدت بريقها وإنها تفتقر للجودة المطلوبة وذكروا أن هناك البعض من التجار الذين يتعمدون الغش ويوهمون الحريف بأنهم قاموا بتخفيضات كبيرة تصل إلى 75 بالمائة لكن في الحقيقة لا تصل التخفيضات التي قاموا بها إلى 20 بالمائة. ودعا جميع من إلتقيناهم أمام محلات تجارية بالعاصمة إلى تكثيف المراقبة التجارية على التجار الذين اختاروا عن طواعية الانخراط في موسم التخفيضات. ولكنهم أكدوا في المقابل على أن المواطن مدعو إلى أن يكون الرقيب بنفسه.. ودعوه أن يقاطع كل بضاعة يشك في أن تاجرها تعمد الغش ولم يقم بتخفيضات حقيقية. في حديث معه أفادنا شاب في مقتبل العمر ويدعى الطرودي إنه تردد قبل موعد التخفيضات على المتاجر الكائنة وسط العاصمة لمعاينة الأسعار وها هو يعود في أول يوم من أيام موسم التخفيضات ليتأكد أن جل التجار يخدعون المواطن وأن هذا الصولد الذي يتحدثون عنه هو وهمي ولا أساس له من الصحة.. وبين أن التونسي أصبح بمر السنوات يميز بين الغث والسمين ويعرف مواطن الغش ويتحسب من الوقوع فيها ولهذا الغرض فإنه شديد الحذر ولا يقتني أية بضاعة إلا بعد أن يتردد على أكثر من محل.. وإذا تعلق الأمر بموسم التخفيضات فإنه يتردد على المتاجر قبل الشروع في التخفيضات وبعده ليتأكد من أنه لن يقع ضحية المتحيلين.. وبين أنه بالتجربة أدرك أن التجار لا يقدمون على القيام بتخفيضات حقيقية وبالنسبة التي يعلنون عنها إلا في نهاية موسم التخفيضات فعندها يضطرون إلى التخفيض في أسعار بضائعهم لأنها ستفقد آليا قيمتها.. وخلافا لما ذهب إليه الطرودي ذكر رب العائلة سمير بن سعد وكان محاطا بأبنائه الذين قدموا معه للتسوق واقتناء ملابس العودة المدرسية والعيد أنه تعود على موسم التخفيضات صيفية كانت أو شتوية ومنذ خمس سنوات تقريبا أصبح ينتظر هذا الموعد ويوفر له الميزانية اللازمة لأنه لاحظ أن هناك تخفيضات فعلية في أسعار ملابس الأطفال.. وبين أن ملابس الأطفال بصفة عامة مرتفعة الثمن وأن هذه المناسبة فرصة لإسعاد أبنائه بملابس وأحذية جديدة.. ولاحظ سمير أن المراقب التجاري لا يمكنه أن يتصدى لكل التجاوزات وأن يكشف كل عمليات الغش لأنه لا يعرف الأسعار المعتمدة من قبل كل متجر قبل موسم التخفيضات.. ولاحظت فدوى أن التخفيضات شملت الملابس التي لم تعد موضة أو الفاقدة للجودة وقالت أميرة إنها تخير اقتناء ملابس جميلة وذات جودة عالية وغالية الثمن على التهافت على ملابس تفتقر للجمالية والجودة لا لشيء إلا لأن التاجر كتب فوقها "تخفيض 75بالمائة".. وبينت أنها تعودت على اقتناء ملابس أجنبية تقتنيها من تاجرات يترددن باستمرار على بلدان أوروبية وهي تعتقد أن تلك الملابس مواكبة أكثر للموضة من الملابس التي تغص بها المحلات التونسية.. ودعت التجار التونسيين إلى التزود ببضائع عالية الجودة لأن التونسي ذواق وشديد الولع بالموضة. وبين رب العائلة رفيق فهد القادم من قفصة أنه تعود على اقتناء حاجياته خلال موسم التخفيضات من العاصمة وخاصة ملابس الأطفال لأنه يعثر في تلك المحلات على حاجياته بأسعار معقولة.. ولاحظ أن المركبات التجارية الكبرى توفر نفس السلع التي توفرها المتاجر الصغرى لكن بأسعار أغلى..
الشروط الواجب مراعاتها في موسم التخفيضات تونس الصباح عدة شروط يجب مراعاتها في موسم التخفيضات وهي إن غابت فذلك دليل على حصول تجاوزات تستحق الردع.. وتتمثل هذه الشروط في ما يلي: بيان تخفيض السّعر حسب نظام التّأشير بالتّنصيص على الثّمن الجديد إلى جانب الثّمن السّابق مشطوبا. بيان تخفيض السّعر حسب نظام التّأشير بالتّنصيص على "ثمن جديد" و"ثمن قديم" إلى جانب المبالغ المطابقة. بيان تخفيض السّعر حسب نظام التّأشير بالتّنصيص على نسبة التّخفيض وعلى الثّمن الجديد إلى جانب الثّمن القديم مشطوبا. وهناك أربعة عناصر يجب أن يتضمّنها كلّ إشهار موجّه للمستهلك يتعلّق بالبيوعات بالتّخفيض الدّوري أو الموسمي وهي: - مقدار التّخفيض بالقيمة المطلقة أو بالنّسبة المائوية بالنّظر إلى السّعر المرجعي. - المنتوجات أو أصناف المنتوجات المعنيّة. - تاريخ بداية تطبيق السّعر المخفّض. - عبارة "إلى حدّ نفاذ المخزون" بالنّسبة إلى البيوعات بالتّخفيض وبيوعات التّصفية. ويجب الإشارة إلى المنتوجات المعروضة في شكل بيوعات بالتّخفيض بعلامة تبيّن وجود بيوعات بالتّخفيض. وعندما تشمل عمليّة البيع جملة من المنتوجات المتوفّرة بنقطة البيع، يجب استعمال إمّا بيانات إجماليّة أو لافتة تحمل إشارة "بيوعات بالتّخفيض" باللّغة العربية أو بلغة أخرى وتكون سهلة القراءة داخل نقطة البيع وخارجها وإمّا الإشارة بصفة فرديّة إلى المنتوجات. يجب أن لا تقلّ نسبة التّخفيض الدّنيا عن 20% لكلّ منتوج بالمقارنة مع السّعر المرجعي. علما أن لأصحاب المحلاّت التّجاريّة الحقّ في موسم التّخفيضات الصّيفي في تقديم معروضات خاضعة للتّخفيضات وأخرى غير خاضعة.