تونس الصباح: سهرة أمس الأول بفضاء قصر العبدلية بالمرسى في اطار مهرجان قرطاج الدولي كانت مع مسرحية «على وحدة ونص» للثنائي كوثر الباردي وجلال الدين السعدي وهو ثنائي تمثيلي عرفه الجمهور الواسع خاصة من خلال السلسلة التلفزية الناجحة «فرحة عمر» التي اخرجتها للتلفزة المخرجة السينمائية سلمى بكار.. نجاح هذه السلسلة التلفزية وكذلك نجاح باقي الاعمال التلفزية والمسرحية التي قدمها هذا الثنائي في فترات مختلفة هو الذي جعل من الممثلة كوثر الباردي خاصة وكذلك من الممثل جلال الدين السعدي وجهين مألوفين ومرغوبا فيهما من قبل الجمهور.. فالممثلة كوثر الباردي التي عرفت منذ بداية ظهورها كيف تصنع لنفسها حضورا تلفزيونيا ومسرحيا مريحا وخفيفا على العين والاذن وذلك على الرغم من طبيعة بنيتها الجسدية الضخمة نسبيا هي ممثلة تمتلك «مواصفات» سواء على مستوى الحضور الركحي او الأداء التمثيلي اهلتها لان تحوز اعجاب الجمهور.. فأداؤها التمثيلي يتميز غالبا بالعفوية والبساطة بعيدا عن اي شكل من اشكال التكلف.. وحضورها الركحي وكذلك اطلالتها من خلال الشاشة في مشاركاتها التلفزيونية الدرامية المختلفة غالبا ما يكون لها وقعها الخاص و«سحرها».. فهي في كلمة ممثلة تمتلك ما يُعرف عند العامة ب«القبول».. بدوره يعدّ الممثل جلال الدين السعدي أحد الوجوه التمثيلية التي لها اسلوبها المميز في الأداء وفي الالقاء وكذلك في الحضور الركحي.. فهو يجيد لغة «التخاطب» ولغة «الوقوف» بين يديْ الجمهور.. وهو ممثل يعرف أيضا كيف يوظف «طاقات» ومواصفات تركيبته الفيزيولوجية (الجسدية) في عملية الاقناع بالفرجة والحضور الركحي.. «على وحدة ونصْ» في مسرحية «على وحدة ونصّ» التي أخرجها زهير الرايس وتابعها ليلة أمس الاول جمهور غفير نسبيا ضاقت به ارجاء فضاء قصر العبدلية بالمرسى واصل الثنائي كوثر الباردي وجلال الدين السعدي على نفس الاسلوب والنهج اللذين عُرفا بهما لدى الجمهور بوصفها «كوبل» أي زوج وزوجة يخوضان معا معترك الحياة في اطار مجتمع حديث تغيرت فيه المعايير وانقلبت القيم وطغت فيه المادة وحب الظهور والتكالب على الاستهلاك وكسب المال وجمعه. فمن خلال «حكاية» زوج لا يبدو انه من «فصيلة» الأشخاص الذين يملكون الطموح والهوس بالمادة.. وزوجة على نقيضه تماما تبدو مهووسة وحريصة على ان تكون حاضرة بقوة في عالم «الافاريات» وكسب المال وجمعه بكل الطرق والوسائل رحل الثنائي كوثر الباردي وجلال الدين السعدي بجمهور فضاء قصر العبدلية في ثنايا وقائع ومواقف ساخرة حينا وفرجوية استعراضية حينا آخر تحكي «نماذج» وشواهد مما آلت اليه «الأوضاع» في نفوس وحياة بعض الاشخاص الذين اصبحوا مستعدين على ما يبدو لان «يتاجروا» بأي شيء وأن يتعاطوا اي «مهنة» كانت اذا كان ذلك سيساعدهم على كسب الأموال ويؤمن لهم مداخيل اضافية تجعلهم قادرين على مواجهة متطلبات حياة البهرج والظهور والتسوّق من الفضاءات التجارية الكبرى.. مسرحية «على وحدة ونص» التي تفاعل معها جمهور فضاء قصر العبدلية بالمرسى واكتشف من خلالها من بين ما اكتشف قدرات الممثلة كوثر الباردي في الرقص «على وحدة ونص» هي عمل فرجوي من نوع «الفودفيل» عرف المخرج زهير الرايس كيف يجعل منها عرضا مسرحيا ممتعا وبسيطا وواضحا بعيدا عن كل انواع التكلف و«الدمغجة» الفنية والفرجوية.