ربما كانت العادة و «الخوف» من الاحالة على البطالة الاجبارية السببين اللذين يدفعان بالممثلة كوثر الباردي الى الظهور في كل موسم تلفزي رمضاني، والحال أنها لم تقدم الاضافة المرجوة في سيتكوم «نسيبتي العزيزة» والشيء نفسه في السيتكوم الرمضاني «دار الوزير» الذي تبثه قناة «نسمة تي في» خلال شهر رمضان. كوثر أطلت علينا في دور مديرة منزل الوزير السابق «اسماعيل بوريقة» الذي يجسده كمال التواتي ودور «حليمة» الذي تلعبه الممثلة لا يحمل الكثير من الابداع ولا يتطلب مجهودا كبيرا لأن الحوار الذي كتب لهذه الشخصية جاء بسيطا محدود الكلمات بحيث يستطيع أي ممثل مبتدئ أداءه هذا فضلا على ان الباردي تحمل «روح النكتة» و «الضمار» في الميدان المسرحي، هذا ما أثبته نجاح مسرحيتها «خيوط مدرقة» مع الممثل جلال الدين السعدي، أما تلفزيا ففشلت كوثر في افتكاك الابتسامة من افواه المشاهدين واكتفت بأن تكون متمما لبقية الشخصيات. كوثر الباردي لا تنقصها القيمة الفنية فلها وزنها على الساحة الدرامية خاصة مع بداية مسيرتها التمثيلية لكن منذ مشاركتها في مسلسل «مكتوب» لم تظهر سوى في لقطات معدودة لم تتمكن الممثلة من «التقدم» بل على العكس ادى ظهورها المتكرر في أدوار ثانوية الى المساس بهذه القيمة وكان الأجدر بهذه الممثلة التي تعد ضمن صفوف «المحترفين» اختيار ما يناسبها من الأدوار، أدوار تخدم مسيرتها الفنية لتخرج من جلباب «الزوجة الغيورة» او «الصديقة النصوح» او «مديرة المنزل العانس» فالممثلة ليست مجبرة على الظهور في كل موسم رمضاني لتسجل حضورها لدى المشاهد فالممثل المحترف يختار التغيب في بعض الأحيان حتى يشتاق الجمهور لأدائه وحتى يسجل «هدفا» في كل مرة. ولهذا كان الاجدر بكوثر الباردي دراسة السيناريو الذي قدم اليها ل «تحسبها صح» كما يقولون ومثلنا الشعبي يقول «عز نفسك تصيبها» لو اتبعته العديد من الاسماء الفنية لكانت لنا خبرات تنافس الساحتين الدراميتين المصرية والسورية.