المرحوم كان يساعد قاتله على جمع أدباشه للعودة إلى تونس عندما فاجأه بالطعنات بني خيار - الاسبوعي- القسم القضائي: شارك في إخراج عدة أفلام أمريكية وانقليزية ..أخرج شريطا قصيرا بعنوان «كيف ما يرجع الفرططو» ..ساعد في إخراج عدة أفلام تونسية مثل «الزازوات».. و«حبيبة مسيكة» و«خشخاش» و«الرديف 56» و«الخرمة» كما ساعد في إخراج عدد من المسلسلات التونسية.. من آخر أعماله كمساعد مخرج أوّل «رحلة يا محلاها» لخالد غربال و«اللوح» لمنير مسلّم و«سيني شيتا» لابراهيم اللطيف وهي أعمال لم تعرض بعد. هو أصيل مدينة بني خيار بالوطن القبلي ..من مواليد 3 ديسمبر 1966 .. تابع دراسته الابتدائية والثانوية بمسقط رأسه ثم انتقل الى العاصمة حيث زاول دراسته العليا بمعهد الدراسات التجارية بقرطاج وتحصل على شهادة جامعية ليقتحم لاحقا الحياة المهنية بالعمل في الخطوط الفرنسية. ولكن غرامه بالسينما دفعه الى الانقطاع والالتحاق بأحد المعاهد لدراسة الاخراج التلفزي والسينمائي قبل أن يدخل الميدان من الباب الكبير وتنطلق مسيرته الابداعية غير أن شمعته انطفأت فجأة بألمانيا مخلفا أرملة شابة وطفلين (8 أعوام و12 سنة) وحالة من الحزن والأسى في قلوب أهله وأحبابه وزملائه ..إنه المخرج التونسي إلياس الزرلي الذي يشهد له الجميع بدماثة الاخلاق وتفانيه في العمل. وفي ظل التضارب في الروايات المتعلقة بوفاته الغامضة تحولت «الاسبوعي» الى بني خيار حيث التقت بوالده السيد مختار الزرلي وشقيقه هيكل وتحصلت على المعطيات التالية: روايات عن إصابة المتهم بمرض نفسي والسلطات القضائية الألمانية تقرّر عرضه على لجنة أطباء كلمة أولى عند وصولنا الى بني خيار واستفسارنا عن منزل عائلة المأسوف عليه أفادنا أحدهم بأن «إلياس مات مغدورا» وقال «الله يرحمو كان ناس طيبة، يحب بلادو ويخدم في الشبيبة» ويقصد الشبان من خلال المحاضرات التي كان يلقيها بدار الشباب بالجهة. وبوصولنا الى الحي الذي تقطن به عائلة إلياس استفسرنا إحدى النسوة عن المنزل فبكت نعم بكت الرجل بحرقة ..بكت طويلا قبل أن تطلب منا مرافقتها باعتبارها كانت في طريقها الى نفس الوجهة لتقديم التعازي لعائلة المرحوم..هناك كانت جحافل المعزين تملأ البيت وفضاءه الخارجي الكل متحسر، مصدوم، متألم، حزين.. وأب يتوسط هذه الجحافل يبكي تارة ويكفكف دموعه تارة أخرى ..يتقبل التعازي طورا ويرد على المكالمات الهاتفية طورا آخر الواردة من أقارب وأصدقاء يستفسرون الحقيقة.. رحلة عمل انتهت بحادث أليم وفي خضم هذه الاجواء الحزينة التقينا بالسيد مختار الزرلي الذي أفادنا بأن فلذة كبده سافر يوم الخميس 7 أوت الجاري الى فرنسا في رحلة عمل «غير أنه توجه لاحقا الى ألمانيا وتحديد الى منطقة تبعد عن فرنكفورت زهاء ال 15 كيلومترا حيث يعيش صهره بمفرده» يتابع الأب الملتاع «وفي مساء يوم الاحد 10 أوت اتصل أعوان الأمن الألمانيين بوالد زوجة إلياس هاتفيا وأعلموه بوفاته في ظروف غامضة فأعلمنا صهرنا بالخبر الذي نزل علينا نزول الصاعقة» يبكي هنا محدثنا ثم يصمت فاسحا المجال لأبنه هيكل ليواصل الحديث معنا عن أطوار المأساة التي حلت بالعائلة. القاتل صديق المرحوم يقول هيكل: بعد أن أنهى إلياس مهمته العملية بفرنسا اتصل بصهره المقيم بألمانيا والذي يقاربه سنا طالبا منه العودة الى تونس باعتباره لم يزر عائلته منذ نحو ثلاثة أعوام رغم الحاح والده وشقيقته عليه ولكنه اعتذر له غير أنه قبل لاحقا الدعوة في صورة أن يرافقه إلياس وهو ما دفع بأخي الى السفر من فرنسا الى ألمانيا حيث استقبله صهره بكل ترحاب وحرارة باعتبار علاقة الصداقة والاحترام القائمة بينهما». طعنه ثم استدعى له الاسعاف وأضاف هيكل «وفي يوم الواقعة كان أخي يساعد صهره على جمع أدباشه للسفر الى تونس وسط أجواء أخوية مميزة ولكن فجأة وبينما كان إلياس منهمكا في حزم حقائب صهره أقدم الاخير على طعنه- على الارجح - بسكين دون أدنى مبرر » ثم يستدرك :قد يكون الصهر تذكر حينها تونس التي لم يزرها منذ طلاقه قبل عدة ايام فانتابته نوبة عصبية التقط أثناءها سكينا وطعن أخي ولكنه أفاق لاحقا من نوبته وأتصل بالاسعاف وأعوان الأمن غير أن شقيقي لفظ أنفاسه الاخيرة قبل الوصول الى المستشفى. الوداع الاخير وفي ذات السياق علمنا أن جثمان المرحوم إلياس الزرلي حلّ بمطار تونسقرطاج الدولي على الساعة الرابعة من مساء يوم الاربعاء الفارط ودفن في نفس اليوم بمسقط رأسه بني خيار بحضور عدد كبير من السينما ئيين والمخرجين والمنتجين والممثلين الى جانب عدد كبير من أهالي بني خيار الذين ودعوا أبنهم البار الى مثواه الاخير بالدموع والورود. من جانب آخر فتحت السلطات القضائية الألمانية تحقيقا في الغرض لتحديد ملابسات الحادثة الأليمة وقامت بسماع أقوال المظنون فيه الذي اعترف بما نسب اليه ومن المنتظر أن يعرض على لجنة من الاطباء لتأكيد أو نفي مرضه النفسي وأيضا تحمله للتتبعات الجزائية من عدمه كما فتحت السلطات القضائية التونسية تحقيقا في الغرض لكشف ملابسات الجريمة. صابر المكشر كريم الذويبي للتعليق على هذا الموضوع: