تتحول السياقة بالليل لدى سواق سيارات الاجرة، مسافات بعيدة خاصة، الى تجربة مزعجة ومقلقة في بعض الاحيان إذ تصبح سياقة محفوفة بالمخاطر. فما هي أبرز الاخطار التي تهدد سواق الليل؟ تتطلب السياقة مجهودا بدنيا وذهنيا خاصة للتركيز وتفادي مفاجآت الطريق لكن مثل هذا المجهود ومثل هذا التركيز قد يضعف بأوقات متأخرة من الليل عندما يفرض شبح النوم حصاره عل السائق. وغالبا ما قلّل النوم من تركيز السائق ودفعه الى ارتكاب أخطاء والوقوع في حوادث بعضها قاتل وبعضها الآخر تنتج عنه كوارث صحية ومادية جسيمة لكن النوم ليس الخطر الوحيد الذي يخشاه سواق الليل، فثمة مفاجآت عديدة غير مرغوب فيها. يتحدث محمد الطيب رحومة وهو صاحب سيارة أجرة (خط تونستوزر) قائلا: «السياقة بالليل مقلقة ومزعجة بكل المقاييس خاصة في بداية مشوار سائق اللواج فالاضواء المنبعثة من السيارات والشاحنات القادمة من الطريق المقابل وهي كلها أضواء الطريق تجعلك ترتبك في بعض الاحيان وتشعرك بخطورة الطريق. ثمة أخطار أخرى تخرج اليك فجأة فأنا مثلا أذكر ذات ليلة وبينما كنت أحمل راكبات في الطريق السريعة اعترض سبيلي بعض «صعاليك» الطريق (ثلاثة شبان) وحاصروني ومثل هذه الحادثة المفاجئة النادرة أدخلت عليّ الهلع والارتباك». * حمير الطريق وبكل امتعاض يتحدث العربي بنصيب، وهو قضى أكثر من 23 سنة في سياقة اللواج (خطوط بعيدة) عن مشاكل السياقة بالليل يقول: «الحيوانات السائبة التي تخرج لنا في الطريق من هنا وهناك هي سبب مشاكلنا فمن حين الى آخر تحاصرنا الحمير وتقطع عنا الطريق، خاصة على مستوى طريق رقم (3) في منطقة ريفية بين القيروان والسبيخة صدقني مثل هذه البهائم تسببت في عديد من الحوادث المريعة لذلك تجدني أضاعف من تركيزي على المقود كلما وصلت الى هذه الطريق. من المخاطر الأخرى للسياقة بالليل ان سائق اللواج خط تونس فصة يكون في بعض الاحيان عرضة للرمي بالحجارة من طرف بعض المتصابين. إن مثل هذه التصرفات غير المقبولة إضافة الى أضواء الطريق تبعث فينا شعورا بالرعب والتوتر وتدفعنا الى مضاعفة الحذر خاصة وأننا آباء لاطفال مسؤولين عن تربيتهم وتوفير القوت لهم». ويرى محمد وهو سائق عربة لواج خاص تونسمدنين أن مخاطر السياقة بالليل والحوادث التي قد تنجر عنها تتسبب فيها شبكة الطرقات التي والحق يقال لا تستجيب لابسط مواصفات السياقة الآمنة. كما أن ضيق هذه الطرقات تجعل عملية المجاوزة ، مجاوزة الشاحنات الثقيلة خاصة عملية محفوفة بالمخاطر إذ سرعان ما ينفد صبر سائق اللواج ويسارع الى المجاوزة وقد يتسبب ذلك في بعض الكوارث، ماعدا ذلك فإن هذا السائق يقر بأن الاخطار الناتجة عن إرهاق السياقة ليلا لا وجود لها لان النظام المعتمد والذي يقضي بأن يأخذ السائق قسطا من الراحة، مدة يومين بعد كل سفرة من شأنه أن يزيل كل إرهاق. ويؤكد سائق آخر وهو محمد كمال على أن نقص ومحدودية السفرات من ناحية وتعودنا على كل هذه المخاطر أكسب لدينا تجربة ودراية بالطريق من شأنها أن تساعدنا على تفادي الوقوع في الحوادث».