تونس الصباح: مع حلول شهر رمضان المبارك من كل سنة يكثر الحديث عن الاشخاص الذين لا يمكن لهم الصيام لعدة أسباب منها على وجه الخصوص بعض الأصناف من المرضى وتحديدا من يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري.. وفي حالات أخرى كضغط الدم والقلب.. ولعل الظاهرة الأكثر شيوعا هي مرض السكري الذي يستحيل على عدد كبير من المصابين به بقاء كامل ايام رمضان بدون تناول وجبات وادوية في اوقات معينة لا تتلاءم غالبا مع الصيام فالطبيب المباشر ينصح بتعديل جرعة دواء المريض مع كيفية تنظيم وجباته وهي من أهم العناصر التي يستحيل معها ممارسة هذه الفريضة التي منعها التشريع الاسلامي لما تخلفه من عواقب وخيمة على صحة مريض السكري.. ومن هذا المنطلق يقوم الأئمة والاطباء الاخصائيين في التغذية بحملات تحسيسية تقدم نصائح للمرضى حول كيفية التأقلم مع شهر الصيام... والالتجاء الى الطبيب والمراقبة الذاتية المستمرة خوفا من مضاعفات قد تشكل خطورة على صحة هؤلاء المرضى. لقاء اعلامي ومن ضمن هذه الحملات التحسيسية نظم إحدى مخابر صناعة الأدوية المختص في مرض السكري ندوة صحفية يوم الخميس الماضي بفندق ابو نواس بالعاصمة نشطه السيد حسان المظفر المسؤول عن الاعلام في هذا المخبر وكذلك الدكتور خميس النقاطي الاخصائي في التغذية وقد تم استعراض اهم الحالات التي تجبر مريض السكري على الصيام فخلال شهر رمضان يتغير النمط الغذائي للمريض اذ يمكن ان يؤدي الاحجام عن الطعام اثناء النهار الى انخفاض خطير في مستوى السكر في الدم كما ان تناول الطعام بكمية كبيرة على مائدة الافطار في حالة الصيام سيسفر حتما على زيادة واضحة في مستوى السكر.. وحسب هذا الاخصائي فان تنازل الدواء وتنظيم حياة المريض وممارسة. نشاطه اليومي كلها عناصر تلعب دورا مهما خلال الصيام ان سمح الطبيب بذلك لان الحرص على الحالة الصحية تمكن المريض من الصيام في امان. ازمات السكر خلال الصيام وتساءل الحاضرون عن الازمات التي تصيب مرضى السكري خلال الصيام خاصة في ظل غياب الثقافة الغذائية وتلخصت الاجوبة في ان ازمة السكر هي مصطلح يطلق على الانخفاض المفاجئ والخطير في مستوى القليكوز في الدم ومن الاعراض المصاحبة للازمة، ضعف الرؤية والاغماء والصداع والنعاس والارتعاش والارتباك في الجسم.. وهي حالات يمكن ان تتحول الى فقدان للشعور او الغيبوبة عند حدوث ازمة سكر يجب قطع الصيام في الحال وتناول طعام غني بالسكر مثل الشوكولاطة او المشروبات السكرية او قطعة سكر وعند الاحساس بالتحسن يجب تناول مأكولات تمنح الطاقة ببطء مثل الحبوب او البقول والارز. من جانب آخر فإن الانتظام في قياس مستوى السكر على الدوام ينصح به في الايام العادية وكذلك في اوقات الصيام. وقد لفت انتباهنا اثناء تقديم هذه النصائح والتوضيحات ان التمارين الرياضية تدخل ايضا في اطار توازن الجسم لدى مرض السكري وخاصة بعد الاخطار مع تجنب ادائها قبل الافطار بساعتين على الأقل... وفي ختام هذا اللقاء الاعلامي تبين ان امكانية صيام مرضى السكري واردة في حالات محددة وحسب توجيهات الطبيب المباشر.