تونس الصباح: أصبح المرور عبر الطريق الوحيدة المؤدية إلى المركب الجامعي بمنوبة شبه مستحيل بسبب الاشغال الجارية في الايام الاخيرة، وأصبح كل من يكون اتجاهه إحدى كليات المركب الجامعي من إطارات تدريس جامعية وإداريين وطلبة يعاني الامرين للوصول إلى مقر عمله ودراسته. فالعودة الجامعية لم يعد يفصلنا عنها سوى أسبوع واحد تقريبا والمرور نحو المركب الجامعي بمنوبة بات مستحيلا في ظل طول الاشغال وعدم تقدّمها بالسرعة المطلوبة. ولمتسائل أن يتساءل عن حال هذه الطريق في صورة نزول قليل من الامطار(وهو الامر المنتظر في الايام القليلة القادمة). كما تسببت هذه الاشغال في تعطيل عديد المصالح من ذلك قطع الخطوط الهاتفية عن أغلب المنطقة وخاصة الادارات والمؤسسات الجامعية الموجودة في المكان. طريق مقطوعة فالمرور نحو المركبّ الجامعي بات مستحيلا في مثل هذه الظروف. فالطريق الرئيسية شبه مقطوعة ويجبر صاحب السيارة على قطع حوالي 3 كيلومترات في طريق جانبية ريفية وغير معبدة بل أنها كثيرة الحفر والاتربة... فلا السيارات قادرة على عبور تلك الحفر العميقة ولا المترجلون قادرون على قطع كيلومترات على القدمين وسط الاتربة والحفر والخنادق والبالوعات.. ولا حتّى الحافلات بإمكانها المرور بسهولة وفي وقت معقول. وهو ما يطرح أكثر من تساؤل عن سبل المرور من والى المؤسسات الجامعية في الجهة والتي يدرس بها ما يزيد عن ال40 ألف طالب إضافة إلى مئات الاساتذة والاداريين والاعوان. هذا إلى جانب سكان بعض الاحياء القريبة والمهنيين والتجار المنتصبين في المنطقة والذين يقارب عددهم ال30 ألفا. أشغال طالت أكثر من اللزوم لكن الملاحظ أن أشغال هذا الطريق طالت أكثر من اللزوم. وطريقة إدارتها يستغرب لها الجميع. فكل الاشغال والجسور والمحولات التي أنجزت في تونس مؤخرا والتي نفتخر بها جميعا لم تتسبب في ما سببه طريق المركب الجامعي بمنوبة... فحركة المرور حافظت على جزء كبير من السيولة والطرقات الفرعية الوقتية أنجزت مهمتها والاشغال سارت تقريبا دون مشاكل وبتنظيم محكم.. فلماذا هذا الطريق بالذات الذي تتوفر فيه المساحة والاراضي البيضاء يمينا وشمالا - مما يسهل انجاز طرقات وقتية- تراكمت فيه المشاكل وعجز عن توفير السيولة اللازمة والضرورية وعن التوفيق بين تواصل وتقدم الاشغال والمحافظة على جزء معقول من سيولة حركة المرور؟ وكان على المشرفين على الاشغال استشراف وضع الطريق والمبادرة بإعداد طريق جانبية مؤقتة تعوض الطريق الحالية خاصة أن المساحات موجودة على جانبي الطريق. 11 مليون و600 ألف دينار ويذكر أن مشروع مد مترو منوبة نحو المركب الجامعي يعد مشروعا من بين المشاريع التي شملت منطقة بلدية منوبة والتي تفوق كلفتها التقديرية الجملية 111مليون دينار موزعة كما يلي : × مدّ شبكة المترو الخفيف الى المركب الجامعي مرورا بمدينة منوبة 97 مليون دينار × بناء محول بمدخل المدينة 11مليون دينار × إحداث مركب رياضي حذو المركب الجامعي 2 مليون دينار ×تهيئة وتعصير الطريق المؤدية من مدينة منوبة الى المركب الجامعي 600 ألف دينار × ترميم مقام السيدة المنوبية 50 ألف دينار ومن خلال هذه الارقام نلاحظ أن مد شبكة المترو نحو المركب الجامعي وتهيئة الطريق نحو هذا المركب حددت تكلفتهما ب11 مليون و600 ألف دينار وهو رقم ضخم وهام وكفيل بانجاز مشروع جيد وفي ظروف جيدة. ويمتد هذا المشروع على مسافة 5.2 كيلومتر من السكة المزدوجة ستعبر شارع الاستقلال فالملعب البلدي وبعدها قنطرة وادي قريانة وشارع 2 مارس فالطريق الجهوية رقم 38 في اتجاه المركب الجامعي بمنوبة. ويضم هذا المسلك 21 مفترقا وثماني محطات منها محطتي ترابط بين الحافلة والمترو بكل من الملعب البلدي سليمان كاهية ونهاية الخط في مستوى المركب الجامعي. و سينتفع من هذا المشروع ما لا يقل عن 28 ألف ساكن إلى جانب 40 ألف طالب يؤمون المركب الجامعي بمنوبة ومن المنتظر أن يكون خط المترو جاهزا في سبتمبر 2009. لكن من هنا الى غاية ذلك الموعد وجب إيجاد حلول وحلول عاجلة لسبل المرور والوصول نحو مؤسسات المركب الجامعي في أفضل الظروف حتى لا تتكرر بعض المظاهر التي عاشها الطلبة والاساتذة والاداريين في السنة الماضية والتي مستّ حتى سير الامتحانات.