على أصحاب المخابز التخلّي عن استعمال الملونات المحجرة تونس الصباح: غصت المخابز ومحلات بيع المواد الغذائية خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان بالحرفاء الراغبين في اقتناء أشهى أنواع الخبز وأزكاه رائحة ولكن غاب عن أذهان الكثير منهم أن جل أصناف الخبز الذي تروجه تلك المخابز يفتقر إلى عديد المنافع.. بل تبين بالكاشف أن بعضها يحتوي على مكونات تضر بالصحة وتتمثل في الملونات المحظورة التي تروج في الاسواق الموازية بأسعار بخسة.. وفي هذا الصدد أفادنا الدكتور خالد زروق رئيس قسم التحاليل الغذائية بالمعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية ونائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك بأريانة أن الحديث كثر خلال المدة الاخيرة عن الخبز وذلك لارتباطه بمسألة الدعم وارتفاع أسعار الغذاء على المستوى العالمي ولكن لا أحد تحدث عن الخبز الصحي المنصوح به من قبل المختصين في التغذية للمرضى وحتى الاصحاء وهو الخبز الكامل المصنوع بالخميرة "العربي".. وذكر أن الخبز نتحصل عليه بطبخ خليط معجون يتكون من فارينة القمح والماء والملح والخميرة ويضاف إليه أحيانا بعض المحسنات ويعتقد البعض أن الخبز بقدر ما يميل إلى البياض بقدر ما يكون أفضل ولكن هذا الاعتقاد خاطئ لان الفارينة إذا انتزعت منها النخالة أصبحت غذاء ميتا وأزيلت منها الكثير من المكونات ويتمثل أهمها في الالياف التي تقلص من الامتصاص السريع للسكريات في الدم وبالتالي تجعل الفرد في رمضان يحس بالشبع ولا يغمى عليه لان جسده اختزن بفضل تناول الخبز الاسمر الكامل الكميات اللازمة من القليكوز. كما يساعد هذا الخبز الصحي على تقليص الكوليستيرول غير المحبذ في الدم. ولاحظ الدكتور زروق أنه عندما تقع إزالة قشرة القمح يحذف معها الكثير من الاملاح المعدنية مثل الكالسيوم والمانيزيوم والبوتاسيوم والسوفر والفسفور وعدة فيتامينات مثل فيتامين ب 1 وفيتامين ب2 وفيتامين ب12 وفيتامين ك وفيتامين د.. ولخص لنا الدكتور خالد زروق جملة من البحوث التي كشفت منافع الخبز الكامل الذي يشعر المرء بالشبع إضافة إلى أنه غني بالالياف والاملاح المعدنية والفيتامينات خلافا للخبز العادي الذي يعطي الجسم فقط الطاقة وقليلا من الزلاليات.. وفي هذا الاطار بين أن علماء التغذية في فرنسا كشفوا خلال السنوات الاخيرة أن الفرنسيين ارتكبوا خطأ غذائيا كبيرا طيلة عقدين من الزمن وذلك بسبب التقليص من استهلاك الخبز.. فالاكلة المتوازنة على حد قوله يجب أن تتكون من 55 بالمائة سكريات وما بين 30 و35 بالمائة دهنيات وما بين 10 و15 بالمائة زلاليات ويجب أن تكون بين 10 و15 بالمائة من تلك السكريات خبزا أي إذا تناول المستهلك كيلوغراما من الطعام فيجب أن يكون فيها ما بين 100 و150 غراما من الخبز. وبين أن التونسيين يجدون صعوبة حينما يسافرون إلى الخارج في الغذاء لانهم تعودوا على تناول الخبز في كل الوجبات ولا يكفيهم اقتناء كميات صغيرة منه كالتي يقتنيها الاوروبيون. وأكد الدكتور على أن إضافة النخالة إلى الخبز حتى يستحيل لونه إلى السمرة لا يعطي نفس النتيجة التي يعطيها القمح بقشوره فهو الافضل لصناعة الخبز وذكر أن الخميرة العربي أيضا هي الافضل لصنع الخبز لان الخميرة الكيميائية ولئن تساعد على تخمير الخبز بسرعة فإنها تفرغ الجسد من الكالسيوم ولكن الخميرة العربي تمكن المستهلك من الانتفاع بالالياف والكالسيوم والمانيزيوم. ولئن كان تناول الخبز مفيدا للصحة خاصة إذا كان خبزا كاملا ومصنوعا بالخميرة العربي فإن الدكتور زروق يرى أنه لا بد من مراجعة بعض الامور وخاصة قانون الخبز. تغيير قانون الخبز لاحظ رئيس قسم التحاليل الغذائية أن قانون الخبز المعمول به حاليا يعود إلى ما قبل الاستقلال وتحديدا إلى شهر جانفي 1956 وبين أن المختصين في التغذية طالبوا في عديد المناسبات بتغيير هذا القانون لكن دون جدوى ويتعلق أهم بند يرغب هؤلاء في تغييره بصناعة الخبز الذي يقل وزنه عن 150 غراما إذ يسمح القانون لاصحاب المخابز باستعمال المحسنات والمضافات مثل الكركم والزيتون وغيرها في صناعة الخبز الذي يقل عن ذلك الوزن.. وذكر محدثنا أن الكثير من أصحاب المخابز يستعملون ملونات صفراء على أساس أنها كركم وهي تباع في الاسواق الموازية وتعتبر محجرة قانونيا لانها مضرة بالصحة لكنها مستعملة بكثافة. ودعا الدكتور زروق أصحاب المخابز إلى تكثيف صنع الخبز الكامل بالخميرة العربي. وتجدر الاشارة في هذا السياق إلى أن أمين الخبازة وعد مختصين في التغذية بارسال منشور إلى كل الخبازة لدعوتهم إلى صنع الخبز الكامل بالخميرة العربي فهل سيفي بالوعد وهل ستتخلى المخابز عن المضافات الخطيرة وتروج خبزا مفيدا للصحة وخاليا من النقائص؟