لم يكن يعلم المسرحي الكبير نعمان حمدة أن مخلفات نزلة برد قادرة أن تعكر وضعه الصحي ليصبح حرجا و يلزمه البقاء 17 يوما في غيبوبة وفي العناية المركزة بمستشفى أمراض الأعصاب بتونس ثم ليخرج من غرفة الإنعاش فاقد لكل حركة جلوسا أو وقوفا. عن هذه الوقائع تحدث إلينا نعمان و والدته أثناء زيارتنا لهما بالمستشفى حيث ذكر أن مرضه جاء دون مقدمات ولم يمهله عن محطته النهائية أي الغيبوبة سوى يوم واحد و تطلبت حالته الاستعجالية التدخل الفوري للأخصائيين الذين امروا بوضعه تحت العناية المركزة في انتظار معجزة من الخالق و هو ما كان. وحصلت المعجزة و بدأ بعدها نعمان حمدة في العلاج المكلف جدا حيث وصل الدواء الواحد إلى ألف دينار.و الأكيد أن وضعية نعمان ستتعقد أكثر خاصة وأنه ليس من المضمونين اجتماعيا وقد تحركت نقابة الممثلين في اتجاه أن تفتح له انخراطا بالضمان الاجتماعي حتى تتقلص تكاليف علاجه لكن يبدو ان الامور لا تسير بالشكل المطلوب.نتمنى ألا تعامل الوزارة فنانيها بمنطق الفرض و السنة و ان تهتم بوضعهم الصحي على الاقل. و الغريب أن وزارة الثقافة لم تتدخل لصرف ولو جزء من علاجه كما فعلت مع زميله المسرحي أحمد السنوسي كما اعلنا عن ذلك في العدد قبل الأخير من «الأسبوعي». و لان نعمان حمدة غني بعزة نفسه بدليل تعففه فهو مثلا لم يعمل في الدراما التلفزية و لو يوما ولم يطرق باب مخرج يوما واحدا عكس ما يفعله البعض حتى من أشباه الممثلين «الذين يبنون من الحبة قبة» فانه المسكين فضل الفن الفقير(المسرح)و الصمت و كم كان هذا الصمت صديقا له و عدوا. هناك في مستشفى الأعصاب ترابط الأم الحنون و الزوجة المخلصة إيناس بجانب نعمان بطريقة التناوب ليلا نهارا بعيدا عن أجواء رمضان للسهر على طلباته البشرية والصحية من الألف إلى الياء و ما أكثرها بالنسبة لواحد فاقد الحركة ومع ذلك لا تفارقهما الابتسامة و الصبر سلاحهما حتى لا تنعكس أمور أخرى على نفسية نعمان التي يرى الأطباء أنها والعزيمة أمر أكيد وضروري لتجاوز مرضه الذي يتطلب شهورا أخرى من العلاج والنقاهة. لكن بأي وسيلة نتمنى أن ينعم نعمان بأحد النعم للصمود في هذا الظرف الطارىء. وحيد عبدالله للتعليق على هذا الموضوع: