هل يتم اعتماد آذان للإمساك وآخر للفجر تفاديا للدخول في «المناطق المحرّمة» للصوم؟ هي ظاهرة قد لا يلاحظها أحد في الايام العادية باعتبار أن كل فول زاهي في نوارو» وأن التقديم والتأخير قد لا يهم كثيرا.. لكن في شهر رمضان تعود للدقيقة هيبتها كأننا في الالعاب الاولمبية.. ودون إطالة ندخل في صلب الموضوع وهو لماذا تختلف أوقات رفع الآذان بين قنواتنا الوطنية؟ ولماذا يتواصل الاختلاف حول تحديد وقت الامساك؟ وهل من مقترحات جديدة تغني الناس مؤونة الاختلاف وربما الوقوع في الخطإ؟ حتى في الحيّ الواحد؟! نادرا جدا أن يتزامن وقت آذان المغرب على سبيل المثال على قناة تونس7 وقناة حنبعل والاذاعات فلكل قناة أو إذاعة وقتها الخاص. ورغم أن الفارق لا يتعدى بضع ثوان فإن المسألة مهمة باعتبار أن مرجعية القناتين واحدة وهي «حسب التوقيت المحلي لمدينة تونس وضواحيها».. أما على قناة 21 فإن الآذان إما يسبق وإما يتخلف وإما يأتي «بين بين» وفي بعض الاحيان يغيب تماما لأنه قد يكون غير ذي جدوى أمام الومضات الاشهارية!! ولعل الاغرب من كل هذا أننا نسمع الآذان ثلاث مرات في حي واحد يحتوي على ثلاثة مساجد على سبيل المثال .فما الذي يدفع إلى الاختلاف؟ «يؤخذ بالأول» هذا السؤال ألقيناه على الشيخ الأمين التليلي فقال: «الاختلاف لا يتجاوز بضع ثوان أو دقيقة في أقصى الحالات. ويرى الفقهاء أنه في مثل هذه الحالة يؤخذ بالآذان الاول. فمن يسمعه يفطر مثلا ولا ينتظر آذان المسجد الثاني أو الثالث.. وهذا الفارق في التوقيت له أسبابه.. ففي استوديوهات التلفزة يمكن أن يسمى المكلف بوضع شريط الآذان بضع ثوان فقط ويمكن أن يكون مجبرا على ذلك لأن شريط التلاوة تجاوز بثوان معدودة.. والمهم هنا هو أننا نأخذ بالاول ولا عيب في هذا الاختلاف لانه يمكن أن يكون ناتجا عن عملية وضع الشريط في آلة التسجيل بالنسبة الى المساجد مثلا؟ غموض آخر؟ مازال أغلب الناس يربطون الإمساك بآذان الصبح بينما يقول الفقهاء ورجال الدين وخبراء الارصاد الجوية والفلك إن الإمساك شيء وإن الصبح شيء آخر لأن الأول يسبق الثاني بعشر دقائق وهنا بيت القصيد.. فكيف يمكن للمرء أن يبتعد عن تلك الدقائق العشر دون أن يقضم منها جزءا أو دون أن «يتعدى في الطويل» أحيانا؟ هذه المسألة فسّرها لنا الشيخ الأمين التليلي فقال: «المهم في مسألة الامساك هو النية والاسلام دين يسر ولا دين عسر. فالمرء يمكن له أن يتجاوز وقت الامساك حتى بربع ساعة أو أكثر. لكن الله يقبل توبته لأن نيته سليمة ولم يتعمد القيام بذلك.. كما يمكن للمرء أن يمسك عن الطعام منذ منتصف الليل وتكون نيته غير سليمة فلا يقبل الله صومه. أما مسألة العشر دقائق ولماذا 10 دقائق بالذات فقد حددها العلماء والفقهاء نقلا على الرسول صلى الله عليه وسلم إذ مدّد فترة الافطار الى أقصى حد ممكن». آذان للإمساك وآخر للصبح؟ تفاديا لكل الاخطاء والتأويلات اقترح البعض امكانية رفع آذان خاص بالامساك وآذان خاص بصلاة الصبح. وبالرغم من أن الفارق بينهما قد لا يتجاوز 10 دقائق فإن هذا الاقتراح وجيه جدا لأنه سيضع حدّا لكل تأويل أو اجتهاد خاطئ.. فالشخص الذي يستمع الى الآذان الأول يعرف أنه آذان الامساك فلا ينتظر الآذان الثاني ولا يحسب 10 دقائق ..وقد يقول البعض منكم لنفرض أنني لم أسمع الآذان الاول فكيف أعرف أن الآذان الذي أسمعه هو آذان الصبح؟ أي «وين بتنا وين صبحنا؟» ويدافع أصحاب الاقتراح عن رأيهم بالقول: دعونا نتفق أولا على المبدإ ثم نناقش التفاصيل في ما بعد وسوف نتوصل الى حلول.. وهذا الرأي أيده الشيخ الأمين التليلي الذي قال: «يمكن أن يكون هذا الحلّ بديلا فيقضي على هذا الغموض وربما الخطإ.. وأنا شخصيا لا أرى أي مانع في رفع آذان للامساك وآذان للصبح ولو أن المسألة تؤخذ بجدية وتطرح على نطاق اعلامي واسع فإنها قد تؤدي الى نتائج إيجابية جدا». جمال المالكي للتعليق على هذا الموضوع: