القلب فاض وتْعبّى.. والواحدْ ما عادشْ ينجّم يُسكت والا يطفّي الضوّ.. بصراحة بصراحة أنا في كل شهر رمضان نفقد إستقلالي.. ونْحس برُوحي في مدينة محتلّة.. إينعمْ تونس العاصمة مدينة محتلّة ..الصباح يحتلّوها الكراهب.. يحتلوا الكيّاسات.. والمادات.. والمناطق الزرقاء والخضراء.. والحمراء.. ويدخلوا في الدوزيام والتروازيام بوزيسيون..يحتلوا مداخل البلاصات ومداخل الحوانت ومداخل الديار.. يمشيوا فين ما يحبوا.. يقصوا كيف ما يحبوا.. يدوروا كيف ما يحبوا.. قبل وقت المغرب العاصمة يحتلوها.. نصابة الخضرة والغلّة.. والملصوقة وخبز الطابونة كل واحد ونصبتو وكل واحد وبرويطتو.. وكل واحد وكرضونتو.. يا عنب يا أنجاص يا بطيخ يا هندي.. يا خبز مبسس يا خبز شعير.. يا معدنوس يا ملسوقة.. وياهات ماك اللاوي.. وعلى الكياس وعلى المادات تلقى كل الشهاوي.. ويلزمك تكون عباس بن فرناس كانك على المشي ناوي.. أما في الليل بعد شقان الفطر ما قال حد لحد.. العاصمة يحتلوها جيوش نصابة اللعب وحوايج العيد.. والانمبايل والالعاب النارية.. والكلاسط ومراول الخلعة.. وروب بودورو.. وبياعة المرقاز والعظم المروب وهواة الشيشة اللي ما تكفيهمش القهاوي يهبطو للمادات ما تكفيهمش المادات يهبطو للكياس.. وقريب يطلعوا على السطوحات ..وقريب يوصلوا للسماء.. زيدهم بياعة دبش المكتب.. كرارس وكتب وقلمّات وستيلوات.. وكراطب ومنادل.. وبرّايات.. ومحايات.. زيدهم بياعة البقلاوة.. والغريبة ووذنين القاضي وحجر كرطاج.. وبقلاوة البيّ.. وهات ماك اللاوي. والمواطن المسكين تلقاه يزقزق بين الكراهب والنصب والكراضن.. وساشيات الزبلة.. مرة يمشي.. مرة ينقز.. مرة يطير.. مرة يقدم.. مرة يوخر..هاو صدمت فيه كرهبة.. هاو صدم في نصبة.. والويل ثم الويل للي يحل جداقو والا يحتج والا يستنكر.. يدوروا بيه كيف حوايج بيتي.. واحد يسب وواحد يقشتل..و يعلنوا عليه الاحكام العرفية وترصيلو في حل واربط اذ ما خرجش مكردغ ومدمدم.. في رمضان تولي العاصمة محتلة إحتلال بالكامل ..وما يقرروا الانسحاب الكامل الا نهار والا إثنين بعد العيد.. وبعدما كل يد تاخذ أختها.. اللي روح لبلادو روح.. واللي تنفض تنفض.. واللي فلس فلس.. واللي تسرق تسرق وقتها نرجعو نتمتعوا شوية بحرية التنقل على الكياسات وحرية المشي على المادات بعدما تقرر الجيوش الغازية الانسحاب بعد جدول زمني محدد يتجدد كل عام.