بعد صراع مرير مع مرض السرطان اسلم الممثل الامريكي بول نيومان الروح لخالقها عن سن تناهز 83 و بول نيومان مولود سنة 1925 بامريكا، درس في شبابه المسرح بعد ان تعذر عليه النجاح في ادارة مشروع والده التجاري ومنعه عيب خلقي في عينيه الزرقاويين اللذين أقام بهما الدنيا ولم يقعدها( كان دلطونيا) من الالتحاق بسلك الطيران. بداياته في السينما كانت متعثرة وعسيرة اذ وجد امامه منافسان شرسان هما «مارلون برندو» و«جيمس دين» حيث كانا يفوزان قبله بادوار البطولة ويسدان امامه منافذ الظهور والشهرة والتألق في كثير من الاحيان. ولكنه ما لبث ان لمع نجمه وساعدته وسامته وخفة ظله على افتكاك ادوار البطولة من اهم الممثلين المشهورين في هوليوود في الخمسينات وقد تألق خاصة في دوره في فيلم «قطة على صفيح ساخن» أمام معبودة الجماهيرآنذاك وفاتنة السينما بهوليوود الممثلة الاسطورة اليزابيت تايلور ثم تتالت الادوار واستطاع ان يفتك له مكان الصدارة بين ممثلي جيله لسنوات وعقود متتالية افرزت 60 شريطا سينمائيا كان فيها البطل الرئيسي لاكثر من 50 فيلما الى درجة انه لقب باسطورة العصر الذهبي لهوليوود. وقد توج بول نيومان هذه المسيرة بحصوله على جائزة الاوسكار عن دوره في فيلم «لون المال» للمخرج مايكل سكورسيزي سنة 1986 .علما بان هذا الاخير ليس افضل من تعامل معهم من مخرجين بل انه اشتهر ولمع نجمه مع كل من الفراد هيتشكوك وروبارت التمان وجون هيستون. كما انه تقاسم ادوار البطولة مع اجمل جميلات هوليوود كاليزابيت تايلور ولورين باكال وجوان وود وورد وغيرهن.. وقد تواصل نجاحه وتألقه وبقي في القمة مع اشهر من جاء بعده من ممثلين كوتوم كروز وتوم هانكس مثلا. ومن اشهر افلامه والتي عرف الجمهور التونسي اغلبها نجد كل من الصعلوك..وباتش كاسيدي والصبي..والخروج العظيم.. وغياب معجزة.. والحكم..واللدغة.. ويد الحظ البارعة.. ولون المال.. وغيرها. ولئن كانت اغلب الشخصات التي جسدها في افلامه وبرع في ادائها تعرض بطلا شريرا.. لعوبا.. ومجرما.. حقودا.. وزير نساء.. فقد شهد اصدقاؤه دائما بانه طيب المعشر وعلي غاية من دماثة الاخلاق والوفاء من ذلك انه تميز على ممثلي جيله بزواجه الذي دام (وعلى خلاف الزيجات في هوليوود والتي قد لا تصمد الا لايام قلائل)58 سنة من نفس الزوجة وهي الممثلة الامريكيه «جون وود وورد» التي لعب امامها دور البطولة في فيلم «صيف طويل حار». كما اصر بول نيومان على ولوج عالم السينما لانه اعتقد انه سيبرع فيه وانه قادر على ان يضيف له وان يقدم فيه وله افضل ما عنده فقد اعتزل التمثيل بعد اصابته بمرض السرطان وصرح سنة 2007 بانه اقتنع بانه لم يعد يستطيع تقديم افضل ما عنده لذا انسحب.