مرة أخرى انقسمت الدول العربية والاسلامية في تحديد أول أيام العيد.. ومرة أخرى سمعنا نفس التبريرات باختيار أكثر من يوم للاحتفال بالعيد.. بينما يفترض أن يكون الاختيار موحدا يكرس انتماء مئات الملايين من العرب والمسلمين الى نفس الثقافة والحضارة ونفس الفضاء الجغرافي والسياسي. كرس موعد العيد مرة أخرى اختلافات العواصم العربية والاسلامية.. وتصدع صفوفها.. الى درجة استحالة توحيد الموقف حول مسالة بسيطة جدا هي تاريخ بدء شهر الصيام ويوم العيد.. هذا الانقسام يفضح مرة أخرى ارتجالا وفوضى وهشاشة غير مفهومة في بعض آليات "العمل المشترك" داخل جامعة الدول العربية باعضائها ال21 ومنظمة المؤتمر الاسلامي باعضائها ال57. مرة أخرى تتحول نقاط القوة الى نقطة ضعف.. لان الهدف من العيد ليس لبس الجديد واكل القديد وبيع مزيد من الملابس الاسيوية والاحذية "المستوردة" الى اطفالنا ونسائنا.. بل تجسيم قاعدة الانتماء الى نفس الشعب.. ونفس الكيان.. على الاقل في بعديه الثقافي والاجتماعي.. من المسؤول عن الذي حصل ويجري كل عام من تقسيم صفوف العرب والمسلمين في كل المناسبات بما في ذلك خلال الاحتفال بحلول شهر رمضان المعظم وعيدي الفطر والاضحى؟؟ قد نسمع اجوبة عديدة.. وتبريرات مضحكة. ما الحل اذن؟ أعتقد مخلصا ان المخرج الوحيد هو الاحتكام الى العلم والعلماء مهما اختلفوا.. الحل في الاستفادة من التقدم العالمي الرائع في مجال علم الفلك.. واستبدال الرؤية بالعين المجردة (التي اعتمدت تاريخيا قبل تقدم علم الفلك) بالحساب الفلكي.. فلتكن الكلمة الاولى مستقبلا للعلماء والعقل.. وكفانا ارتجالا وانقسامات لا تخدم الا الاستعماريين الجدد وحلفاءهم.. ولنرفع الامية عن شعوبنا وعيوننا التائهة بحثا عن هلالي رمضان والعيد.. في زمن ضعفت فيه الرؤية..