البحث عن حلول ترويجية جديدة... وتقديم منتوج متنوع يمتدّ على كامل السنة تونس الصباح أبرم الديوان التونسي للسياحة مؤخرا عددا من العقود طويلة المدى مع وكالات أسفار ألمانية تمتد على مدى ثلاث سنوات من الشراكة والتعاون ومن المقرر أن ينطلق في تنفيذ هذه العقود مع مطلع السنة القادمة لتمتد إلى غاية سنة 2012. وكان الديوان التونسي للسياحة ركز اهتمامه مؤخرا خاصة على السوق الالمانية التي خصّها بحملة ترويجية الهدف منها مزيد استقطاب سياحها الذين كانوا إلى وقت غير بعيد يحتلون المرتبة الاولى في سلم الجنسيات الواردة على بلادنا. وقد ارتكزت هذه الحملة على ثلاثة محاور رئيسية ترمي في مجملها إلى تكثيف الترويج لصورة تونس السياحية. ونجاح المهنيين التونسيين ومختصّي السياحة في تونس وبالخصوص الديوان الوطني للسياحة التونسية في إرساء شراكة مع وكلاء الاسفار الالمان مردّه العمل الكبير الذي تمّ انجازه للاقناع بالوجهة التونسية وما تتميز به من تعدد المنتوج وتميزه سواء على مستوى الجودة أو السعر. وبخصوص عملية الترويج للسياحة التونسية فقد ارتكزت على حملة في مختلف وسائل الاعلام الالمانية المكتوبة والمرئية وفي شبكة الانترنيت من خلال إدراج السوق التونسية في مواقع متخصصة والترويج لعدة منتوجات سياحية على غرار سياحة الصولجان والمعالجة بمياه وبأعشاب البحر. إلى جانب إعداد معلقات اشهارية شرع في ترويجها منذ مدة، فضلا عن تكثيف وتفعيل وتطوير عقود الشراكة مع وكالات الاسفار التي تسوّق للوجهة التونسية لانجاح الحملات الترويجية. ويمثل السياح الالمان نسبة كبيرة من 32 مليون سائح أوروبي يقومون ب75 مليون رحلة كل عام. انتعاشة منتظرة ومن خلال الحجوزات التي تمت في الاشهر الاخيرة وتزايد عدد السياح الالمان في الصيف الماضي وارتفاع عدد رحلات "الشارتر" المنتظرة وبعض المؤسسات الاخرى, يبدو أن الوجهة السياحية الالمانية نحو تونس ستشهد انتعاشة جديدة وستعود إلى المكانة التي كانت عليها خاصة بعد نجاح الدورة 42 للبورصة الدولية للسياحة التي انعقدت مؤخرا في برلين - التي حضرها أكثر من 180 ألف متخصص في قطاع الاسفار - في إبراز الخصائص السياحية التونسية وجلب اهتمام وكالات الاسفار واستقطابها. أهمية السوق الالمانية وجدير بالذكر أن السوق الالمانية تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لقطاع السياحة في تونس رغم ان السنوات القليلة الماضية شهدت انخفاضا في عدد السياح الالمان الوافدين على بلادنا. ويعتبر معدل فترة الاقامة للسائح الالماني الافضل والاعلى على المستوى الاوروبي وحتى غير الاوروبي حيث تمتد إقامة السائح الالماني في بلادنا بمعدل 11 يوما مقابل معدل إقامة للسائح الفرنسي ب6.7 أيام فقط. ويمثل السائح الالماني كذلك الاكثر إنفاقا بالنسبة للجنسيات الاوروبية رغم أنه بعيد كل البعد عن معدل إنفاق السائح المغاربي خاصة والعربي عامة. وبخصوص عدد السياح الالمان الذين زاروا بلادنا خلال سنة 2008 والى حدود موفى شهر سبتمبر الماضي،فقد بلغ 403.646 سائحا مقابل 396.345 خلال نفس الفترة من السنة الماضية أي بزيادة حددت ب1.8 بالمائة. واحتل الالمان المرتبة الثانية بعد الفرنسيين الذين حل 1.153.286 منهم للسياحة في بلادنا خلال الاشهر التسع الاولى من سنة 2008. وهو رقم يعني أن عدد السياح الفرنسيين أكثر مرتين تقريبا من عدد السياح الالمان. وتعتبر جزيرة جربة من ابرز الوجهات المفضلة لدى السائح الالماني والتي تمثل إحصائيا وجهتهم الاولى. تليها في المرتبة الثانية مدينة الحمامات ثم سوسة ثم نابل. ومما تجدر الاشارة إليه كذلك أن إقامة السائح الالماني في بلادنا لا تقتصر على موسم الصيف فحسب بل تمتدّ على طول فصول السنة.ويختلف كل فصل عن بقية الفصول في نوعية السياح وفي نوع السياحة المفضلة. ويبقى شهرا جويلية وأكتوبر أكثر الاشهر التي يتوافد فيها السائح الالماني على بلادنا. ومما ساعد على تواصل العلاقة بين السائح الالماني وبلادنا على طول العام هو تخصيص عديد الرحلات المنظمة بأسعار مغرية نحو تونس، زيادة على تنوع المنتوج السياحي الذي يرغب فيه ووجود برامج خصوصية من شأنها أن تجذب السياح الالمان نحو الوجهة التونسية. حلول ترويجية ويتواصل البحث عن حلول ترويجية أخرى للوجهة التونسية من خلال العلاقات العامة وتنظيم زيارات للصحافيين المتخصصين وورشات عمل مع وكالات الاسفار المشاركة في المعارض والصالونات وخاصة منها المتخصصة في رياضة الصولجان والمعالجة بمياه البحر والاعشاب الطبية وسياحة المؤتمرات الى جانب الرحلات التثقيفية واستغلال الموروث الحضاري والبيئي الذي تتمتع به بلادنا. ومن المنتظر تنظيم عملية ترويجية هامة لبلادنا في الايام القليلة القادمة تضم مئات من وكالات الاسفار الالمانية وينتظر أن تحتضن مدينة توزر هذه العملية خاصة لمزيد التعريف بالسياحة الصحراوية وسياحة الواحات.