تونس - الصباح: من خلال الحجوزات التي تمت ومؤشرات داخلية وخارجية,يبدو أن الوجهة السياحية الألمانية نحو تونس ستعود إلى انتعاشتها السابقة بداية من هذا الصيف خاصة بعد نجاح الدورة 42 للبورصة الدولية للسياحة التي انعقدت منذ أيام في مدينة برلين في إبراز الخصائص السياحية التونسية وجلب اهتمام وكالات الأسفار واستقطابها. ونجاح المهنيين التونسيين ومختصي السياحة في تونس وبالخصوص الديوان الوطني للسياحة التونسية في إرساء شراكة مع وكلاء الأسفار الألمان وإقناعهم بالوجهة التونسية وما تتميز به سواء على مستوى الجودة و السعر وقد تمكن الديوان من إبرام بعض العقود طويلة المدى مع وكالات الأسفار الألمانية تمتد على مدى ثلاث سنوات من الشراكة والتعاون. ومن المقرر أن ينطلق تنفيذ هذه العقود مع مطلع السنة القادمة لتمتد إلى غاية سنة 2012. وتكتسي السوق الألمانية أهمية بالغة بالنسبة لتونس رغم ان السنوات القليلة الماضية شهدت انخفاضا في عدد السياح الألمان الوافدين على بلادنا. ويعتبر معدل فترة الإقامة للسائح الألماني الأفضل والأعلى على المستوى الأوروبي وحتى غير الأوروبي. حيث تمتد إقامة السائح الألماني في بلادنا بمعدل 11 يوما مقابل معدل إقامة للسائح الفرنسي ب6.7 أيام فقط. ويمثل السائح الألماني كذلك الأكثر إنفاقا بالنسبة للجنسيات الأوروبية رغم أنه بعيد كل البعد عن معدل إنفاق السائح المغاربي خاصة والعربي عامة. وتعتبر جزيرة جربة من ابرز الوجهات المفضلة لدى السائح الألماني والتي تمثل إحصائيا وجهتهم الأولى. وتبقى الحمامات وسوسة كذلك من الوجهات البارزة . ولا تقتصر إقامة السائح الألماني في بلادنا على موسم الصيف فحسب بل تمتد على طول السنة. ويبقى شهرا جويلية وأكتوبر أكثر الأشهر التي يتوافد فيها السائح الالماني على بلادنا. ومما ساعد على تواصل العلاقة بين السائح الألماني وبلادنا على طول العام,هو تخصيص عديد الرحلات المنظمة وبأسعار مغرية نحو تونس.زيادة على تنوع المنتوج السياحي الذي يرغب فيه ,ووجود برامج خصوصية من شأنها أن تجذب السياح الألمان نحو الوجهة التونسية. وكان الديوان التونسي للسياحة أعد مؤخرا حملة ترويجية استهدفت السوق الألمانية بهدف مزيد استقطاب سياحها ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية ترمي في مجملها الى تكثيف الترويج لصورة تونس السياحية. ومن ضمن التدخلات تنظيم حملة في وسائل الإعلام الألمانية وفي شبكة الانترنيت من خلال إدراج السوق التونسية في مواقع متخصصة والترويج لعدة منتوجات سياحية على غرار سياحة الصولجان والمعالجة بمياه البحر. كما أعد الديوان معلقات اشهارية سيتم ترويجها على امتداد السنة الحالية فضلا عن تكثيف وتفعيل وتطوير عقود الشراكة مع وكلاء الأسفار التي تسوق للوجهة التونسية لإنجاح الحملات الترويجية. ويتواصل البحث عن حلول ترويجية أخرى للوجهة التونسية من خلال العلاقات العامة وتنظيم زيارات للصحافيين المتخصصين وورشات عمل مع وكالات الأسفار المشاركة في المعارض والصالونات وخاصة منها المتخصصة في رياضة الصولجان والمعالجة بمياه البحر والأعشاب الطبية وسياحة المؤتمرات الى جانب الرحلات التثقيفية واستغلال الموروث الحضاري والبيئي الذي تتمتع بها بلادنا. ومن المنتظر تنظيم عملية ترويجية هامة لبلادنا في الشتاء القادم تضم مئات من وكالات الأسفار الألمانية , وينتظر أن تحتضن مدينة توزر هذه العملية خاصة لمزيد التعريف بالسياحة الصحراوية وسياحة الواحات.