تونس-الصباح بعد أزمة الحليب الصيني المغشوش ومع تواتر الانباء عن اكتشاف منتجات غذائية وحلويات صينية المنشأ تحتوي على مادة الملانين المسمومة في عدة بلدان أوروبية وآخرها كانت في فرنسا (حلوى)، أفاد مصدر من ادارة حفظ الصحة والمحيط التابعة لوزارة الصحة العمومية ل"الصباح" أن فرق المراقبة الصحية كثفت منذ مدة من عمليات مراقبة الاسواق الموازية لتطويق وحجز كل المنتجات الغذائية التي تحوي تلك المادة المسمومة. وبين أنه وعلى الرغم من أن بلادنا لا تقوم بتوريد أي نوع من الحليب الصيني المجفف على اعتبار أن 99% من الحليب المستهلك من الانتاج المحلي، إلى جانب أن الحليب المجفف المورد يخضع لرقابة صحية صارمة ولا يمكن بيعه إلا في الصيدليات، وبالتالي فإن تونس في منأى عن خطر حصول تسمم من جراء تناول الحليب.. لكنه أشار في المقابل إلى أن جهود الرقابة الصحية مركزة أساسا على المنتجات الغذائية الموردة مجهولة المصدر التي تدخل في تركيبتها مشتقات الحليب على غرار الحلويات والشكلاطة والبسكويت والزبدة. وأكد على أنه يتم العمل على تطهير الاسواق الموازية وأماكن التجارة العشوائية من مثل تلك المنتجات وغالبا ما يتم حجزها واتلافها بصفة فورية. أما المنتجات التي يحوم حولها شك فيتم إخضاعها إلى تحاليل مخبرية وكيميائية لتحديد ما إذا كانت تحتوي على مواد ممنوعة او مواد سامة ثبت ضررها على صحة المستهلك. وذكر نفس المصدر أن عمليات المراقبة لا تهم المنتجات الصينية فحسب بل جميع المواد الموردة بطرق غير شرعية أو عبر مسالك غير قانونية، مفيدا على أن المنتجات الغذائية الموردة بطرق شرعية تخضع هي الاخرى من قبل مصالح وزارة التجارة إلى مراقبة فنية قبل طرحها في الاسواق. علما أن عملية المراقبة هذه آلية وروتينية تخضع لها جميع المواد الغذائية مهما كان مصدرها، وليست مرتبطة بظروف آنية أو بمستجدات تستدعي ذلك. فضيحة الحليب المغشوش جدير بالذكر أن الخوف من الحليب الصيني المغشوش بمادة الملانين انتقل الى خارج الحدود الصينية، في الوقت الذي زاد فيه بشكل كبير عدد ضحاياه من الاطفال في الصين الذين اصبحوا يعدون بعشرات الالاف. وفي الخارج علقت عدة دول افريقية واسيوية بشكل خاص وارداتها من الحليب الصيني وطال التعليق مشتقات الحليب او المواد التي تحتوي حليبا. وكانت مادة الملانين الكيميائية التي تدخل في صنع اللصاق ومادة الراتنج الصمغية، اكتشفت في العديد من المنتجات. وقد اعلنت بعض الدول على غرار سنغافورةوفرنسا انها اكتشفت هذه المادة في قطع من الحلوى من انتاج ماركة صينية شهيرة "الارنب الابيض". ومع اتخاذها بعدا عالميا، كشفت الفضيحة بوضوح ممارسة سبق الاعلان عنها منذ أشهر وهي المتمثلة في إضافة الملانين الى منتجات غذائية للغش في نسبة البروتين فيها وإظهارها بشكل اصطناعي اكثر مما هي عليه في الواقع. تحذير بوجود الملانين بأحد أنواع القهوة يذكر أن ثلاث شركات حليب صينية اعتذرت علنا عن تورطها في فضيحة الحليب المغشوش الذي أودى بحياة أربعة أطفال على الاقل وتسبب في سحب منتجات صينية من الاسواق. وكانت هيئة الغذاء والدواء الامريكية، وهيئة سلامة الاغذية الكندية بتاريخ قد حذرتا مؤخرا من استخدام أحد أنواع القهوة والتي تحمل العلامة التجارية مستر براون BROWN 3-IN-1 MR وذلك لاحتمال تلوثها بمادة الملانين. وفي خبر متصل أوردته عدة وكالات أنباء حجزت السلطات الايطالية مؤخرا حوالي 1.7 مليون حذاء مصنوع بالخصوص في الصين، كمية تم حجزها في مدينة "توسكان" Toscane،وسط ايطاليا. عملية الحجز جاءت بعد اكتشاف أن الجلد المصنوع منه هذه الاحذية سام ومضر للجلد، من الممكن جدا يؤدي إلى الاصابة بالسرطان.