مبدع آخر في قطاع الثقافة والاعلام اختطفته يد المنون.. مات "سعادة السفير" كما كان يحلو لي ولعدد من أصدقائه (وللفقيد) تسميته.. باعتباره تولى رئاسة البعثة الديبلوماسية في اليمن الشقيق قبل نحو 25 عاما.. الى جانب تجاربه في عدد من السفارات التونسية في المشرق العربي.. مما مكنه من ربط شبكة هائلة من العلاقات مع المثقفين والاعلاميين والساسة في عدد من البلدان.. من عرف الشاذلي زوكار عن قرب في بيته يعرف سعة تجاربه.. الصور التي تزين بيته تشهد على علاقاته بكبار المثقفين والفنانين والساسة..في مصروسوريا ولبنان والاردن والخليج واليمن والبلدان المغاربية.. وحضوره مواعيد تاريخية من بينها زيارة الزعيم بورقيبة لمصر للقاء الزعيم عبد الناصر أواسط الستينيات.. وتنظيم حفل غنائي كانت بطلته ام كلثوم (وحضره الفقيد) على شرف الزعيمين.. في جل حفلات الاستقبال الديبلوماسية بتونس تجد الشاعر والكاتب السفير الشاذلي زوكار يتجاذب الحديث مع الاصدقاء من مختلف الاختصاصات.. بهدوئه وطيبته.. وتواضعه.. وحرصه على التواصل.. خاض الشاذلي زوكار معارك اعلامية وثقافية عديدة.. حتى آخر لحظة من عمره.. وترك كمّا هائلا من الكتب والمقالات الطريفة والمعبرة ستخلده.. من بينها شهاداته التي اختطفه المنون وهو بصدد نشرها في الصباح.. باسلوب شيق.. وطريف.. لئن مات الشاذلي زوكار الانسان.. فان كتبه ومقالاته الابداعية لن تموت..