تونس الصباح: تردد سابقا وجود نية من وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين لمراجعة كراس الشروط الخاص برياض الاطفال كخطوة لمزيد تحسين جودة الخدمات في هذه المؤسسات التي وللأسف تظل خدمات نسبة كبيرة منها غير مرضية مما يؤثر سلبا على تربية وتنشئة الطفل اليوم. والأكيد ان مصلحة الطفل «المهددة» تقتضي الاسراع في توخي كل التدابير والاجراءات بما في ذلك مراجعة كراس الشروط الخاص بقطاع رياض الاطفال اذا ما اقتضى الامر ذلك، وفقا للمعطيات الميدانية المتوفرة لدى هيئة الاشراف انطلاقا من الزيارات الميدانية وتقارير المعاينات وعمل المراقبة الذي يوثق سنويا تجاوزات واخلالات مختلفة في هذه المؤسسات تفضي الى اغلاق البعض وانذار البعض الآخر.. تجدر الاشارة في هذا السياق الى ان تنظيم قطاع رياض الاطفال بكراس الشروط الصادر في 2003 لم يساهم بشكل فاعل في التخفيف من التجاوزات والاخلالات المتصلة بنوعية الخدمات المقدمة في رياض الاطفال على غرار عدم احترام كراس الشروط وتنامي رياض الاطفال المنتصبة بصفة عشوائية وعدم ملاءمة الفضاء اضافة الى نقص الاطار التربوي المختص وعدم احترام المحتوى البيداغوجي ونوعية الخدمات الغذائية المقدمة للأطفال في مؤسسات رياض الاطفال. تكوين المنشطات ولعل المطلوب بأكثر الحاح لتحسين جودة الخدمات في رياض الاطفال بذل مجهود وفرض شروط اكثر لفائدة طالبي التأهيل لادارة روضة اطفال وكذلك للمنشطات في هذه الفضاءات لان المسؤولية الكبرى في تنشئة الطفل ورعايته والنجاح او الفشل في هذه العملية تلقى دون شك على عائق الاطار البشري المسير والعامل في فضاءات رعاية الطفولة. كما ان المطلوب اليوم ايضا مزيد التركيز على المستوى البيداغوجي والتربوي المقدم في هذه الفضاءات حتى لا تنحصر مهمتها في «حراسة» الطفل فقط الى حين تسليمه للولي آخر النهار لان هذا الوضع من شأنه خلق فراغ تربوي كبير في تكوين الطفل وتنشئته.. لا سيما وان رياض الاطفال ومؤسسات رعاية الطفولة المختلفة هي التي من المفروض ان تقوم بدور التربية والتنشئة في ظل استقالة الأولياء للأسف وقضاءالطفل كامل النهار في رياض الاطفال صحبة المنشطة. وقد حمل التقرير الوطني حول وضع الطفولة لسنة 2007 مؤشرا هاما على ضرورة تحسين خدمات الرعاية والاحاطة بالطفل بعد ان كشف ان سوء التربية والرعاية والعجز على الاحاطة بالأطفال اصبحت في مقدمة الاخطار التي تواجه الطفل اليوم.