شهدنا خلال الفترة الماضية نقصا في الصيد البحري وارتفاع سعر السمك مما أدى الى نفور المواطن التونسي والإكتفاء بالتّجوال داخل سوق السمك وملء ناظريه بالمشاهدة بدل ملء قفّته وشمّ رائحة السمك من بعيد دون شرائه ونظرا لأهمية هذا القطاع في تسديد حاجيات الأمن الغذائي الوطني توجهت «الإعلان» الى أهل الإختصاص للبحث والسؤال عن أسباب هذا النقص داخل الأسواق وماهو الحل البديل لتفادي هذه الأزمة. يقول أهل الإختصاص ان إنتاج صيد السمك في تراجع من سنة الى أخرى حيث سجّل خلال الستة أشهر الأولى من هذه السنة 44 ألف طن مقابل 49 ألف طن خلال نفس الفترة من سنة 2008 وهذا راجع الى نقص نشاط مراكب الصيد البحري بجميع أنواعها وبكافة مناطق الإنتاج بسبب سوء الأحوال الجوية حيث سجلت 89 نشرة جوية خاصة مقابل 46 خلال الستة أشهر من السنة الماضية أي بزيادة ٪93 بالإضافة الى تراجع المخزون القاعي بسبب الصيد الجائر وهو ما أدى الى إعتماد الراحة البيولوجية انطلاقا من شهر جويلية المقبل بخليج قابس وموسم الراحة البيولوجية وهي فترة تمتدّ ثلاثة أشهر أي الى غاية شهر سبتمبر وفيها يتوقف الصيد لتمكين المنتوج البحري من راحة محددة في الزمان والمكان لتعطي للثروة السمكية فرصة للتجديد والتكاثر والنمو الطبيعي بعيدا عن الإستنزاف لعودة الإنتاج الى نسق يلبي حاجيات السوق وحفاظا على المخزون السمكي ولمعالجة نقص الإنتاج الطبيعي المحلي تمّ توريد كميّات من الأسماك وتشير التقارير أنه خلال فترة6 أشهر الأولى من سنة 2009 توريد 21 ألف طن بقيمة 42 مليون دينار ومصادر هذا التوريد هي موريطانيا - اسبانيا - فرنسا الى جانب ليبيا وعمان. وفي نفس السياق أكد لنا السيد مختار ماجرية رئيس الغرفة الجهوية والوطنية لباعة الأسماك أن هناك بعض التراجع في المخزون السمكي وهو راجع الى تقلّب أحوال الطقس أما بالنسبة لإرتفاع الأسعار فقد أشار الى أن الأسماك المحلية تشهد بعض الإرتفاع وذلك حسب النوع والحجم فمثلا البوري التونسي يصل ثمنه الى 20 دينارا وهو معروف أنه من النوع الممتاز كما نجد البوري المستورد والذي لا يصل سعره الى أكثر من 4 دنانير و«كل قدير وقدرو». وفي سؤالنا عن الأسماك المربية التي كانت حاضرة لسدّ هذا النقص أكد لنا أن هذه الأسماك مربية في أعماق البحر وليست في السدود والبحيرات حيث يتمّ استزراع الأسماك بمواقع الحواجز الإصطناعية كما يتمّ أيضا إستزراع الأعشاب البحرية علما وأنه تمّ صنع ووضع حوالي 2000 حاجزا اصطناعيا في عدد من المناطق الحساسة بخليج قابس-قرقنة ومحرس وأجيم..