تعتبر إعادة تشغيل مدار قرطاج بعد سنوات من التوقف ومواصلة الثنائي رجاء بن عمار والمنصف الصايم التصرف في الفضاء حدثا لما رافق عملية إعادة تهيئة الفضاء وأشغال الترميم من أسئلة وفرضيات بشأن مصير الفضاء ووظيفته والمتصرفين فيه. وينتظر أن تشهد ليلة الإفتتاح المقررة لسهرة 28 مارس الجاري احتفالات في مستوى هذا الحدث وبحضور كامل أسرة المسرح أو أغلبهم وفق ما أعلنته الممثلة المسرحية رجاء بن عمار وسيتم بالخصوص عرض المسرحية الجديدة من انتاج "مسرح فو" للثنائي المذكور والتي تحمل عنوان "القرد". وانتظم لقاء صحفي صباح أمس بمدار قرطاج بحضور المنصف الصايم المخرج المسرحي والمشرف على الإدارة الفنية صحبة رجاء بن عمار . وكانت المناسبة سانحة للتعريف بالبرمجة التي تحدثت عنها بالخصوص المشرفة على البرمجة والإعلام ليلى الفاني وكذلك التعريف ببقية أعضاء فريق العمل بمدار قرطاج وانتهى اللقاء بجولة في مختلف مكونات هذا الفضاء وحفل استقبال بنفس المناسبة. ربما اختلفت الأسباب حول توقف الفضاء الثقافي "مدار قرطاج" عن النشاط لعدد من السنوات . فهو توقف لإعادة التهيئة حسب بلدية قرطاج المالكة للفضاء ولأسباب لا تبدو واضحة حسب الثنائي رجاء بن عمار والمنصف الصايم المسرحيان اللذان قاما منذ التسعينات بتحويل قاعة "سينما قرطاج " إلى فضاء شامل للفنون الحية ولكن عندما طالت عملية الترميم وإعادة التهيئة لمدار قرطاج لما يقارب خمس سنوات بدأت الشكوك تساور المهتمين حول موعد إعادة تشغيل الفضاء ولأي غرض . وتجدر الإشارة أن ما يشبه حركة مساندة للثنائي رجاء بن عمار والمنصف الصايم قد تكونت بعد غلق الفضاء كما أحيطت المسألة بجدل تطلب تدخل رئيس الجمهورية الذي استقبل الممثلة رجاء بن عمار التي صرحت صباح أمس أن الأمور تمت تماما كما وعدها رئيس الدولة. الحاضر أهم من الماضي حتى ولو كانت أسباب الغلق غير واضحة وفضّلت رجاء بن عمار الحديث عن إعادة فتح مدار قرطاج معلنة في كل مرة أنها لا تحبذ أو لا ترى جدوى من الحديث عن الماضي لكنها تعلن مع ذلك أنها غير مقتنعة بالأسباب التي دفعت بلدية قرطاج إلى اتخاذ قرار الغلق. يقع إذن مدار قرطاج على الطريق الرئيسية شارع الحبيب بورقيبة بقرطاج درمش. ويعتبر موقعه هاما واستراتيجيا خاصة بعد إعادة تهيئة الحي التجاري الذي أصبح يحتوي بالإضافة إلى الفضاءات التجارية مقاهي عصرية ومطاعم صغيرة ومكتبة وغيرها. حافظت قاعة العرض "مدار" على مساحتها وشكلها القديم بعد الإنتهاء من أشغال الترميم. الجديد بخصوص القاعة يتمثل في أنه أصبح لها مدخل من الأسفل ومدخل من الأعلى. وقد تحدث المتدخلون بإطناب عن جمالية القاعة وحداثة تجهيزاتها رغم أن عملية تجهيزاتها التقنية لم تنته بعد. وبالإضافة إلى هذه القاعة المفتوحة لمختلف أنواع الفنون من مسرح وسينما وموسيقى وعروض مختلفة والتي تتسع لحوالي 250 متفرجا يتكون المدار اليوم من فضاءات أخرى من بينها قاعة مستطيلة الشكل يقع استعمالها هذه الأيام لورشة في فن السيرك وهي مفتوحة لمختلف الورشات في عديد الإختصاصات وهي قاعة واسعة تبلغ مساحتها 200 متر مربع. نجد أيضا فضاء للتمارين وهو مخصص أيضا للإلقاء وقراءة القصص ويستغل كذلك للتسجيل السمعي البصري . يشتمل مدار قرطاج على مقصورة بها قسم علوي وقسم سفلي ويستغل القسم العلوي للعروض كذلك، هذا إلى جانب بقية الفضاءات الضرورية في مثل هذه الفضاءات الثقافية والفضاء الخاص بالإدارة. وقع إعداد برنامج عمل بمناسبة العودة يتواصل إلى غاية رمضان المقبل مع ترك المجال لإمكانية التحوير أو التغيير. مبدئيا هناك محاولة للأخذ من كل شيء بطرف. مسرح، سينما، موسيقى وشعر وسيرك وعروض للأطفال وغيرها لكن ينتظر أن يحدد الفضاء مجالا تكون له الكلمة الأولى ويصبح العلامة المميزة له. لم لا يكون الفيلم القصير مثلا وفق ما تساءلت رجاء بن عمار بنفس المناسبة. من جهة أخرى يسعى الفضاء للمشاركة في عديد التظاهرات الثقافية التي تقام ببلادنا. مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان المدينة وقبلها ربما يستقبل مهرجان الفيلم الوثائقي في دورته الجديدة. ومن بين ما تزمع إدارة الفضاء القيام به استقبال فرق مسرحية من داخل الجمهورية ومن الخارج كذلك مع التفكير في نشاطات جديدة أو هي من وحي احتياجات رواد الفضاء الثقافية وفق ما تم التشديد عليه بالمناسبة. فيما يخص الموارد المالية يعول الفضاء بالخصوص على الشراكة مع بعض الوزارات خاصة من بينها وزارة الشباب والرياضة وعلى الداعمين وعلى المداخيل التي يمكن أن تتأتى من توظيف القاعات والفضاءات المهيأة لندوات وتظاهرات ثقافية مختلفة مع العلم وأن الثنائي رجاء بن عمار والمنصف الصايم يؤجران الفضاء من بلدية قرطاج مقابل 20 ألف دينار سنويا وفق المعلومات التي تم تقديمها خلال اللقاء الإعلامي المذكور. وقد حرصت الجماعة على التأكيد على الدعم الذي حصلوا عليه من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث مع التوضيح أن الدعم جاء مع الوزير الجديد. أما عملية إعادة تهيئة المكان حيث امتدح مختلف الحضور جمالية الفضاء وموقعه فقد كانت مشتركة بين رئاسة الجمهورية وبلدية قرطاج ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث. المثير للإهتمام أن أغلب المهنئين أمس للثنائي رجاء بن عمار والمنصف الصايم والفريق العامل بمدار قرطاج بمناسبة إعادة تشغيل الفضاء الثقافي قد حرصوا على تهنئة أنفسهم كذلك بنفس المناسبة.