رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو اعلن «بأنه تمت إزاحة حاجز كبير كان يحول دون توثيق الصلة بين ليبيا والاتحاد الاوروبي». بعد قرار القذافي الافراج عن الممرضات البلغاريات بعد 8 سنوات من الاعتقال بتهمة حقن اطفال ليبيين بفيروس الايدز.. وزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلقم (امين اللجنة الشعبية للخارجية) اعتبر بدوره «ان المبادرة الليبية بإطلاق سراح الطاقم الطبي البلغاري أفسحت المجال أمام تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي».. هذان التصريحان سبقا زيارة مهمة قام بها الرئيس الفرنسي ساركوزي امس الى ليبيا ..في خطوة وصفت ب«استثمار الدور الفرنسي في الافراج عن الممرضات البلغاريات والطاقم المرافق لهن اقتصاديا».. زيارة ساركوزي سبقتها تحركات قامت بها زوجته سيسيليا في طرابلس ..اثمرت الافراج عن الطاقم الطبي البلغاري ..مقابل تعهد معنوي فرنسي واوروبي بتطوير العلاقات بين طرابلسوبروكسيل .. وكان ساركوزي قد وجَّه في تصريح علني التحية لزوجته «التي زارت ليبيا مرتين قبل أن تعود إلى صوفيا برفقة الممرضات والطبيب البلغار إلى بلادهم»، واعتبر ساركوزي ان سيسيليا «قامت بعمل استثنائي وغير عادي». والملفت للانتباه ان جل وسائل الاعلام الاوروبية والعالمية ابرزت دور سيسيليا وفرنسا في انهاء هذه القضية ..مما سيدعم الاشعاع السياسي الدولي للرئيس الفرنسي الجديد.. بعد النقاط التي سجلها في بروكسيل وفي عملية اختيار المرشح الجديد لرئاسة صندوق النقد الدولي .. لكن مهما كانت اهمية الجوانب الاعلامية والانسانية لقصة الممرضات البلغاريات وانهاء ماساتهن ..فان الاهم في زيارة ساركوزي الى ليبيا هو ملف الطاقة ..أي النفط والغاز ..على غرار ما حصل خلال زيارته الماضية الى الجزائر ..والتي مهدت لزيارة دولة سيؤديها اليها في نوفمبر القادم لتوقيع اتفاق تعاون هائل بين مؤسسة غاز فرنسا وسونتراك الجزائرية.. ان العلاقات السياسية الدولية اخذت اشكالا جديدة منذ مدة ..منها توظيف كل الاوارق خدمة للمصالح الاقتصادية ..وابرام الصفقات ..مع تنويع المخاطبين ووسائل الاتصال ..ويبدو ان «فرنسا ساركوزي» فهمت القوانين الجديدة للعبة فدخلت بقوة في السباق ..بما في ذلك في البلدان التي كانت مصالحها معها محددة مثل ليبيا ..والتي تزايد اليوم احتياج فرنسا لنفطها وغازها واستثماراتها ..