تونس الصباح : انتظمت خلال الايام القليلة الماضية تظاهرات ثقافية وسياسية عديدة احياء لذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة اول رئيس للجمهورية وزعيم الحزب الدستوري الذي قاد الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي كان من أبرزها الزيارة التي اداها الرئيس زين العابدين بن علي إلى المنستير لتلاوة الفاتحة ترحما على الفقيد في مقامه بروضة ال بورقيبة. كما انتظم عشية الاربعاء الماضي بدار التجمع بالعاصمة لقاء فكري سياسي اشرف عليه الاستاذ محمد الغرياني الامين العام لحزب التجمع وحضره عشرات من قدماء المناضلين وثلة من كبار المسؤولين في الحزب للاستماع الى محاضرة القاها المؤرخ الاستاذ خليفة شاطر حول موضوع " الحركة الوطنية وسياسة المراحل في تونس" في المسار السياسي التونسي بين بورقيبة وبن علي. المحاضرة القيت ضمن أنشطة منتدى الفكر السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي بحضور المشرف عليه الاستاذ رياض سعادة وربطت بين احياء ذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة وذكرى أحداث 9 أفريل 1938 التي كانت محطة مفصلية في تاريخ الحركة الوطنية ومهدت للانتقال من المطلبية السياسية والنقابية الاصلاحية الى المطالبة بالاستقلال عن تونس وبقيام برلمان منتخب يمثل الشعب التونسي قولا وفعلا. وقد أورد الاستاذ خليفة شاطر بهذه المناسبة أن سياسة المراحل التي انتهجها الزعيم الحبيب بورقيبة "ولئن تجلت كممارسة محتشمة على الساحة السياسية التونسية منذ حركة الشباب التونسي فقد أضحت السمة المميزة لاسلوب عمل الحزب الحر الدستوري الجديد في مختلف مراحل التحرير الوطني والى حين تحقيق الاستقلال التام في مارس 1956 بعد صراعات سياسية ومسلحة دامية بين أنصارالامين العام للحزب المناضل والزعيم صالح بن يوسف وأنصار رئيسه الزعيم الحبيب بورقيبة الذين حسموا الخلاف السياسي والحزبي لصالحهم منذ مؤتمر الحزب في نوفمبر 1955. واستعرض شاطر محطات من النضال الوطني التونسي تحت قيادة الزعيم بورقيبة واعتبر أن من "أهم مميزات هذه السياسة البورقيبية المرحلية".. وقدم المحاضر قراءة اعتبرت أن "سياسة المراحل التي انتهجها الزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه تنطلق من القراءة الموضوعية للواقع والدراسة المعمقة لموازين القوى على الصعيدين الداخلي والخارجي كما تتجنب المغامرة وتمزج بين المقاومة والعمل السياسي". ولاحظ الاستاذ خليفة شاطر أن هذا التمشي تواصل في العهد الجديد تحت قيادة الرئيس بن علي اذ "اصبح مبدأ التدرج في سياسة العهد الجديد أصبح منهجا استراتيجيا لتحقيق الطموحات وهو ما يتجلى يوميا في حركة التغيير المتواصلة التي يقودها الرئيس زين العابدين بن علي في سبيل النهوض بالانسان التونسي والتقدم بالبلاد نحو الرقي والتحديث". وقد جاء في الكلمة التي افتتح بها السيد محمد الغرياني التظاهرة أن "تحول 7 نوفمبر 1987 لم يكن قطيعة مع تاريخ تونس وانما كان امتدادا واستمرارية للجوانب المضيئة في تاريخ البلاد وتحقيقا لرسالتها الخالدة فجاء حوصلة لمختلف مراحل هذا التاريخ بدءا بحركة الاصلاح ومرورا بمرحلة التحرر الوطني ووصولا الى بناء الدولة الحديثة." وذكر الامين العام للتجمع بخطب الرئيس زين العابدين بن علي التي اعرب فيها عن تقديره واكباره "للتضحيات الجسام التي أقدم عليها الزعيم الحبيب بورقيبة رفقة رجال بررة في سبيل تحرير تونس وبناء الدولة الحديثة". واعتبر الغرياني أن كل التونسيين يشاركون رئيس الدولة هذا الوفاء لكل من ضحى في سبيل عزة تونس ومناعتها.