تونس الصباح: شدد السيد المنجي الخماسي، الامين العام لحزب الخضر للتقدم على ضرورة الربط بين «قيام التجارب السياسية الديمقراطية ووجود اعلام فاعل ومتحرك». وقال في ندوة نظمها الحزب اول امس تحت عنوان «مساهمة الاعلام في التسويق السياسي وانجاح التنمية السياسية واثراء التجربة الديمقراطية التعددية» انه من الصعب «الحديث عن ديمقراطية وتعددية عملية وفعلية دون توفر شروط الاتصال الحديث القائمة على انفتاح الجدل والمناظرة الاعلامية بين مختلف اطراف العملية السياسية». واكد ان حزبه آمن ب «الخط الوسطي المعتدل في الفعل المعارض، رافضا الانجرار وراء المعارضة والرفض الراديكالي، او الموالاة العمياء للسلطة السياسية او الحزب الحاكم»، على حد تعبيره. التنمية السياسية.. والاعلامية الى هنا اعتبر المحامي والحقوقي، عبد الرحمان كريّم في مداخلته، ان «لا تنمية سياسية من دون تنمية اعلامية» وربط التقدم السياسي بتطور ملف الاعلام، مؤكدا حاجة البلاد الى «اعلام حرفي ونزيه ومستقل». لكنه في المقابل حمّل الفاعلين السياسيين في جميع مواقعهم «مسؤولية تقدم الاعلام واحتلاله المكانة التي يستحقها في مجتمع يتطور بنسق حثيث». وفي علاقة بالاستحقاق الانتخابي القادم، شدد كريم على انه «لا يمكن تصور انتخابات من دون اعلام نشيط وفاعل»، يضطلع بدوره في التعريف بالمشهد السياسي وبالعملية الانتخابية التي تدور في البلاد بشكل منتظم للمرة الخامسة على التوالي. من جهته قدم الاستاذ معز الصوابني، رئيس الجمعية التونسية للانترنت وعضو المجلس الاعلى للاتصال، مقاربة حول «التكنولوجيات الحديثة ودورها في التسويق السياسي». واوضح الصوابني، ان الحملات الانتخابية باتت تدار على الانترنت ومن خلال بعض المواقع المهمة، على غرار «الفايس بوك»، مشيرا الى ان الرئيس الامريكي، باراك اوباما، وظّف هذا الموقع خلال حملته الانتخابية، ونجح من خلال استخدامه المكثف للشبكة العنكبوتية في استمالة الناخبين، ما جعله يتفوق انتخابيا على منافسه، ماكين بشكل واضح.. وتطرق الى الحملة الانتخابية لزعيمة الحزب الاشتراكي الفرنسي، سيغولين روايال، لافتا الى انها استخدمت الانترنت ووظفتها في حملتها، من خلال انشاء موقع «تشاركي» (Participatif) شكل اطارا حاضنا للناخبين. واشار الدكتور الصوابني الى ان الرئيس زين العابدين بن علي وظف بشكل مبكر الانترنت في حملته الانتخابية منذ العام 1999، عبر ما يعرف ب البزنس كارط (Busness cart) ثم طور ذلك خلال حملته في العام 2004 من خلال موقع الكتروني حركي، ملاحظا ان الحملة الانتخابية للحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) انطلقت منذ فترة على الفايس بوك، لكنه اشار الى ان اسلوبها وطريقتها غير حرفية ولا تستجيب لطبيعة الخطاب الذي يستوجبه الخطاب الاتصالي الحديث، حسب اعتقاده. وكانت قد دارت مناقشات في اعقاب هذه المداخلات تمحورت حول، ميكانيزمات التسويق السياسي، ودور الاعلام في عملية التسويق، ومستقبل الاعلام في ضوء الاستحقاقات السياسية والانتخابية القادمة.. الجدير بالذكر، ان هذه اول مرة يطرح فيها حزب سياسي معارض موضوع التسويق السياسي والاعلامي للمشهد السياسي في البلاد.