تونس الصباح: سباق مع الزمن وحراك كبير تعيش على وقعه مختلف الاطراف المساهمة في تفعيل القرار الرئاسي القاضي بجعل 2009 سنة مكافحة التدخين.. مكافحة تتخذ منحى توعويا وتحسيسيا لكن ايضا تعتمد فرض احترام القانون. والقوانين جعلت لتطبق لا لتوارى التراب في المهد وتتلاشى بتصاعد دخان السجائر.. ومنذ مطلع السنة الجارية الى غاية اليوم توالت الاجتماعات في مختلف المستويات وتعددت التصورات المطروحة للتقليص من ظاهرة التدخين وحمل اكبر عدد من المدخنين على الاقلاع عن هذه الافة وذلك طبعا بعد تأمين الاسباب والظروف المساعدة على بلوغ الاهداف المرسومة.. الدكتور هيثم مقنم منسق حملة 2009 سنة مكافحة التدخين حوصل لنا في لقاء جمعنا به امس بوزارة الصحة العمومية الخطوط العريضة المعتمدة في مقاومة التدخين وفقا للمقاربة المقرة في هذا الشأن والتي ترتكز على التحرك الحيني والعمل في العمق. جيل يكره التدخين بالنسبة للهدف المطلوب تحقيقه صلب الية العمل في العمق فيتمظهر في تكوين جيل يمقت التدخين.. جيل محرر كليا من هذه الافة وذلك في ظرف 8 او 10 سنوات القادمة.. وحسب د مقنم يعتبر هذا الهدف سهل المنال باعتبار ان التحرك في هذا الاتجاه يستهدف اساسا الاطفال الصغار في سن 11 عاما ومرافقتهم اللصيقة على مدى مرحلة المراهقة الى حين بلوغ 17 والاستعانة بفرق من الاخصائيين النفسيين في تجسيد تمثلات السلوكات المزرية للتدخين عبر تغيير نظرة المراهق للسجائر والاحكام الموروثة حول القيم المغلوطة التي يريد معشر المدخنين اضفاءها على عملية التدخين واوهام رمزيتها الكاذبة.. وذلك عبر تنظيف ذهن الصغير من هذه الشوائب وتنظيف محيطه في مفهومه الشامل من هذه الافة. ويذهب محدثنا الى الاقرار بأن هذه العملية ليست بالعسيرة سيما وقد افلحت في كسب رهانها البلدان التي صنعت سابقا مجد اسطورة التدخين وها انها نجحت في تكوين اجيال تكره التدخين وتعتبر كل مدخن متخلف ولن يكون الامر عصيا علينا. تحرير الفضاءات من التدخين على صعيد التحرك الحيني ترتكز استراتيجية التدخل على جملة من المحاور الاساسية منها التوعية والتحسيس باعتماد استراتيجية اتصال نافذة وفاعلة وقد تم في هذا السياق تكليف اخصائي في الاتصال ببلورة ملامح هذه الخطة التي تستند الى انجاز دراسات تستكشف الاليات المعتمدة في العالم وفي البلدان المشابهة لنا لمكافحة التدخين واسفرت هذه الدراسات عن الاقرار بأهمية تحرير الفضاءات من التبغ «وهي نتيجة يقول هيثم مقنم ستبنى عليها الخطة الاتصالية المقترحة وسيكون التحرير تدريجيا حسب اولويات استهدفت في المقام الاول الفضاءات الاستشفائية والتربوية واقحام مؤسسات التشغيل في مرحلة ثانية ثم الفضاءات المقترحة للعموم مثل المقاهي والمطاعم والفنادق..» بين الكلي والجزئي لان الغاية تبقى اساسا الاقناع والاستقطاب الايجابي للانخراط في جهود مكافحة التدخين فان عملية التحرير من التدخين بالفضاءات العمومية ستكون تدريجية.. في هذا السياق افاد محدثنا بأن العمل يرمي الى حماية غير المدخنين وتخصيص مكان معزول للتدخين يمنع تسرب الدخان الى بقية الفضاءات. وباستفساره عما يروج من اخبار حول التوجه نحو التحرير الكلي صلب المقاهي والمطاعم للتدخين وهو ما اثار تململ المهنيين ذكر منسق حملة مكافحة التدخين ان التحرك في المجال سيكون تدريجيا والتأكيد على تخصيص مكان وفق مواصفات فنية محددة داخل الفضاء للمدخنين.. مضيفا بأنه تم التشاور مع الاطراف المهنية الممثلة لاصحاب المقاهي والمشارب والمطاعم وتم الاصغاء الى مشاغلهم ومقترحاتهم ويجري العمل حاليا لايجاد صيغة توافقية تراعي مطالبهم قدر المستطاع دون الحد من نجاعة البرنامج المقرر لمكافحة التدخين. وقد اعرب جميعهم عن تجاوبهم مع القانون الا انهم يناشدون مراعاة ظروفهم وخصوصية فضاءاتهم.. خاصة اصحاب المشارب. تحالف ضد التدخين تكوين تحالف للجمعيات والمنظمات الوطنية ضد التدخين هو الهدف الذي ينتظر بلوغه موفى هذا الشهر وذلك على هامش الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين (31 ماي). وسيتم ذلك من خلال تنظيم ندوة وطنية تضم ممثلين في مختلف الجمعيات والمنظمات يوم 30 ماي تتوج باصدار وثيقتين الاولى تحدد كيفية تفعيل دور المجتمع المدني في مقاومة التدخين وتتعلق الثانية بتكوين تحالف يخول لكل من ينخرط فيه الامضاء على ميثاق وطني جمعياتي لمكافحة التدخين. مخالفات بالجملة افرزت الحصيلة الخاصة لدى اعوان المراقبة التابعين لوزارة الصحة على فرض احترام القانون بالاماكن المحجر بها التدخين عن تسجيل 1029 محضر مخالفة بالمؤسسات الاستشفائية و867 مخالفة بالمجالات المفتوحة للعموم وذلك خلال 4371 زيارة تم القيام بها منذ نوفمبر 2008 الى هذا الشهر وعلى هامش هذه الزيارات تم تقديم حصص في التثقيف الصحي بلغت 4042 حصة. وقد امن عمليات المراقبة 1730 عون تم تكوينهم وتأهيلهم لاداء هذه المهمة المتمثلة في تسجيل محاضر المخالفات ورفعها للعدالة. الاقلاع عن التدخين تعتمد البرامج الخاصة بمكافحة التدخين توجها عمليا وعلاجيا يضمن للمدخنين فرصة الاقلاع عن هذه الافة وتجنب مضارها الصحية الوخيمة عبر تطوير شبكة عيادات للمساعدة على الاقلاع الى 81 عيادة قبل موفى الصائفة مقابل 21 حاليا.. كما تم تكوين 200 طبيب بالخطوط الامامية للمؤسسات الصحية ويستهدف البرنامج تكوين نحو 800 طبيب بصفة تطوعية من القطاعين العمومي والخاص للاحاطة الفاعلة بالراغبين في الاقلاع وهي الية تستهدف الى جانب الهياكل الصحية الاساسية المستشفيات الجهوية وكذلك المؤسسات الاستشفائية الجامعية التي ستتعهد بالحالات المستعصية التي تتطلب تكفلا متعدد الاختصاصات على مستوى فريق الاحاطة. تحجير البيع بسؤال د. هيثم مقنم عن المقترحات المتعلقة بمكافحة التدخين في صفوف المراهقين والتلاميذ اورد ان المسألة مطروحة على بساط الدرس وتتعلق بتحجير بيع السجائر للقاصرين ومنع الانتصاب للبيع بمحيط المعاهد والاعداديات.. مراهنا على دور الاسرة في معاضدة هذه الجهود.. وبالاستعلام حول امكانية الاعلان عن قرارات هامة تعزز التوجهات الرامية الى جعل 2009 سنة مكافحة التدخين على هامش الاحتفال بيوم 31 ماي الجاري يوما عالميا لمكافحة التدخين اوضح بأنه ليس على علم بالامر معربا عن الامل في ان تعطي الحملات والبرامج التنشيطية التي ستنتظم بهذه المناسبة أكلها..