«صحّة» اليوم ... أمراض مزمنة غدا! تونس الصباح: الدكتور المنجي الحمروني مدير الطب المدرسي والجامعي كان من بين «التلاميذ» المواكبين بكل انتباه لحصة درس الايقاط هذا علاوة على ان ادارته هي مهندسة فعاليات الاسبوع المغاربي لصحة الطفل.. سألناه عن فحوى الرسالة التي يريدون تبليغها ومن خلال اختيار موضوع ىالطفل والتغذية والاشهار» وتنظيم هذا الدرس النموذجي في حصة الايقاط العلمي؟ فأشار الى «ان تزويد الطفل بالمعلومات الكافية حول مضار ومخاطر التغذية غير المتوازية وعدم الانسياق الاعمى وراء اغراءات الاشهار ابرز هدف يرمي الاسبوع المغاربي لتكريسه مع المراهنة على وعي الطفل وحسن تفكيره وتوجيه سلوكه الاستهلاكي نحو التغذية الملائمة والصحيجة في ظل غول الاشهار وتأثيراته المتنامية. ولكن هل يأكل الطفل التونسي وفق املاءات الاشهار او على «كيف» والديه؟» رد د. الحمروني دون تردد: «للأسف يأكل تقريبا على «كيف» الاشهار.. وتشير آخر الاحصائيات الى ان 15% من الاطفال دون 10 سنوات في تونس يعانون من الزيادة في الوزن خلال العشر سنوات الماضية وترتفع هذه النسبة الى 50% لدى الطفل الياباتي دون سن 14 سنة...» «من المفارقات يقول محدثنا ان العائلة تعتبر السمنة في هذه السن علامة صحية نفتخر بان ولدي «بصحتو» متجاهلة آثارها السلبية حين بلوغه 30 او 40 عاما ويصبح حينها عرضة لامراض القلب والشرايين والسكري والكولسترول حتى ان الجلطة القلبية اضحت تسجل حضورها مبكرا واحيانا في سن 35 سنة وهذا لم نتعوده سابقا والسبب يعود الى التغذية غير المتوازنة والى عدم ممارسته نشاطا رياضيا وعدم الحركة والتسمر لساعات امام التلفاز او الكمبيوتر واستهلاك الاكلات الصناعية السريعة وتناسي أكل الأجداد والاباء من بسيسة وقمح وشعير وزيت زيتون.. وغلة طازجة..» لا للحرمان.. ولكن.. وحتى لا نحمل الطفل ما لا طاقة له به يتأكد الحرص على عدم حرمانه من تناول ما يستهويه من اغذية مثل الشوكولاطة بعيدا عن الافراط والاسراف وبشكل متوازن مع ابراز مضار هذا السلوك على صحته في حال المبالغة في استهلاك بعض المواد. فطور العائلة ولمجة الشارع.. ولكن اين العائلة من كل هذا؟ يرى محدثنا ان خروج الأم للعمل الى جانب الأب يسهم في تفاقم الظاهرة فتغيب «طنجرة» الفطور وتعوضها لمجة الشارع.. واعتبارا لاهمية دور العائلة في غرس الثقافة الغذائية المتوازنة ركزت اللجنة الوطنية التي مهدت لفعاليات الاسبوع المغاربي على الأسرة وخاصة الام في مصالحة اطفالها مع مقومات الحمية المتوسطية.. كما تركز اللجنة على دور المربي التحسيسي والتأثيري ايضا بتخصيص حصة درس ايقاط نموذجية بكامل المدارس واستمرار عمليات التثقيف وبالتحسيس طوال الثلاثية القادمة هذا توازيا مع التركيز على مساهمة وسائل الاعلام ومن المتوقع ان تتوج الانشطة المبرمجة في هذه التظاهرة جهويا ووطنيا باجراء مسابقة سترصد لها جوائز هامة مكافأة لافضل عمل تحسيسي. واستوضحت د. المنجي مداعبة: «وهل ستكون الجائزة في حجم وزن الفائز شوكلاطة؟ رد ضاحكا: «قطعا لا.. بل ستكون قيّمة للغاية ومن نوع الحاسوب المحمول بالنسبة للمسابقة الوطنية..»