تونس (وات - تحرير آمال المقنم) - شهد قطاع المياه المعدنية المعلبة تطورا كبيرا على المستويين الكمي والنوعي، ويتجلى ذلك من خلال التوصل الى تلبية حاجيات المستهلكين وتوفير متطلبات السوق الداخلية، مع المحافظة على جودة المنتوج. ويسعى الديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه، من خلال تعزيز المراقبة، على ضمان الجودة في هذا القطاع الحساس، ويسهر لهذا الغرض مخبر مختص ومجهز باحدث التقنيات على اجراء التحاليل اللازمة على المياه المعدنية التي سيتم تعليبها لاحقا. كما تؤمن الاطراف المتدخلة في هذا القطاع عمليات مراقبة وحدات التعليب من خلال معاينة ظروف الانتاج في جميع المراحل من المنبع ومحيطه الى غاية المنتوج النهائي وظروف خزنه. وقد اعد الديوان في هذا الشان كراس شروط ينظم الاستغلال والانتاج في هذا القطاع، ويحدد طرق نقل المياه المعلبة وشروط خزنها في ظروف صحية ملائمة ومطابقة للمقاييس . ومن بين الاجراءات التي يتضمنها كراس الشروط التشديد على ضرورة نقل المياه المعلبة من وحدات الانتاج اثناء الليل وتغطية قوارير المياه بغطاء يضمن عدم تعرضه للشمس وخزنها في مكان جاف وخال من الرطوبة بعيدا عن المواد الملوثة او المواد الغذائية او اي سلع اخرى مهما كان نوعها. وقد تحصل مخبر التحاليل الجرثومية التابع للديوان خلال شهر فيفري المنقضي على شهادة الاعتماد حسب المواصفة الدولية ايزو ساي 2005 /17025 من قبل المجلس الوطني للاعتماد. ويرى الفاعلون في هذا القطاع ان الثقافة الاستهلاكية للمياه المعدنية، عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة اذ ان الطلب الداخلي في تزايد مستمر بسبب وعي المواطن بالمزايا الصحية للمياه المعدنية على الصعيد العلاجي والوقائي . وتشير احصائيات الديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه ان هذا القطاع شهد تطورا في كمية المبيعات حيث ارتفعت هذه المبيعات بنسبة 15 فاصل 43 بالمائة سنة 2011 مقارنة مع سنة .2010 واصبحت المياه المعلبة تحتل حيزا كبيرا من ميزانية المواطن التونسي ولم يعد يقتصر استهلاكها على طبقات اجتماعية دون اخرى نظرا لفوائدها ومنافعها. وتوجد بتونس 19 وحدة انتاج وتعليب توفر كميات هامة من المياه المعلبة من مختلف الاحجام والقياسات تغطي الحاجيات الوطنية. ويتم في خلية "تعبئة المياه داخل المصانع" متابعة مدى دقة الاجراءات التامينية التي تسبق وصول المياه الى المستهلك، والعمل على ضمان اقصى درجات الامن والتامين الصحي مما يؤكد وصول قطاع المياه المعدنية في تونس الى محاكاة المقاييس العالمية. ويقوم الديوان بدراسات فنية لكل منابع المياه المعدنية بالتنسيق مع المصالح المختصة الى جانب دراسات طبية لتحديد الخصائص العلاجية للمياه المعدنية المعلبة او الساخنة. وقد تزايد الاستثمار في مجال تعليب المياه بتزايد الطلب في الاستهلاك حيث يوجد في تونس 95 منبعا للمياه الطبيعية يتم استغلال 18 منها في مشاريع تعليب المياه. كما شهدت سنة 2011 دخول وحدات تعليب جديدة طور الانتاج بكل من منطقة سيدي عيش من ولاية قفصة بحجم استثمار يقدر ب 9 مليون دينار وبطاقة انتاج تبلغ 10 الاف قارورة في الساعة توفر 42 موطن شغل مباشر وقار. ودخلت وحدة تعليب بولاية زغوان حيز الاستغلال بكلفة استثمار تقدر ب 5 مليون دينار وبطاقة انتاج تبلغ 30 مليون لتر في السنة وتوفر 40 موطن شغل مباشر وقار.