من بين الحقوق التي ضمنها الدستور والقانون في تونس الحق في التدين.. وكل يوم جمعة وفي بعض المناسبات من بينها ليالي رمضان تزدحم حركة الشاحنات والسيارات حول آلاف المساجد والجوامع في كامل البلاد.. وهو أمر طبيعي في بلد الغالبية الساحقة من أبنائه مسلمون... لكن الإسلام ليس دين عبادات وشعائر فقط.. بل إن من أهم مقاصد العبادات نشر الآداب الإسلامية في التعامل مع المجتمع.. وفق قيم سامية من بينها احترام الآخر.. وتجنب تسبب الأذى لأحد.. وقد منع الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه في العهد الإسلامي الأول من الركض في طريقهم الى المسجد.. وان فاتتهم صلاة الجماعة.. لكن في بعض طرقاتنا تكدس سيارات المصلين بشكل فوضوي حول الجوامع خاصة يوم صلاة الجمعة وهو ما يتسبب في أذى للمارة.. وفي بعض الطرقات الوطنية مثل الطريق الرابطة بين بنرزت وتونس يوقف عشرات سياراتهم فوق الجسروفي أماكن خطيرة.. ثم يعبرون الحواجز «قفزا».. في طريقهم إلى الجامع.. وهو ما يمثل خطرا على حياتهم وعلى سلامة غيرهم من مستعلمي الطريق.. فضلا عن مخالفة القانون بسبب الوقوف في مكان محجر.. فعسى أن يتدارك من يهمه الامر الموضوع.. وعسى أن يفهم الخطباء جمهورهم أن احترام الآخر والتقيد بالآداب الاسلامية لا يقلان أهمية عن واجب أداء الطقوس والشعائر..