تشكّل الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إحدى أبرز أسباب التصدّع بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية... لقد دعا الرئيس أوباما في أكثر من مناسبة إلى ضرورة وقف بناء البؤر الاستيطانية غير الشرعية في وقت رفضت فيه إسرائيل الاستجابة لهذه الدّعوات المتكرّرة متعلّلة بالحاجة إلى مراعاة النمو السكّاني الطبيعي وما يستدعيه من إنشاء كُتل سكنية جديدة. وهذا التصدّع المرشح للتفاقم بين البيت الأبيض وحكومة ناتنياهو لا يُختزل فقط في الأنشطة الاستيطانية باعتبارها محل خلاف بل يتجاوز ذلك إلى مبدإ إقامة الدولة الفلسطينية ذاتها إذ يرى أوباما أنّ الوقت قد حان للتحرّك في هذا الاتجاه بجدّية ومسؤولية بينما يعمل الجانب الإسرائيلي على تجاهل هذه الدّعوة الملحة. إنّ الأزمة التي ما فتئت تتشكّل ملامحها منذ صعود اليمين إلى سدّة الحكم تعكسها حالة الانقسام داخل الرأي العام الإسرائيلي ذاته بشأن المواقف التي يفترض أن تتخذها حكومتهم إزاء مطالب البيت الأبيض حيث يرى 40% من المشاركين في استطلاع حديث أنّه يتعيّن على حكومة ناتنياهو عدم الرضوخ للمطالب الأمريكية ويرى 35% أن سياسة أوباما تنمّ عن عداء تجاه إسرائيل!.