بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحن والانتخابات الأمريكية.. ما نريده وما سيكون
ملفات "الصباح ":شخصيات سياسية وإعلامية عربية بارزة تتحدث ل "الصباح":
نشر في الصباح يوم 06 - 11 - 2012

د.عبد الحميد صيام: الجمهوريون رعاة الحروب وبؤر التوتر
المصالحة مع العالمين العربي والإسلامي ستكون ضمن أولويات أوباما إذا أعيد انتخابه
* هل للصوت العربي أي وزن في الانتخابات الحالية؟
بالتأكيد للأصوات العربية والإسلامية وزن مهم ولكن ليس لدرجة الحسم. هناك تركيز للوجود العربي الإسلامي في بعض الولايات المتأرجحة مثل أوهايو وفرجينيا وفلوريدا.
وقد يكون التصويت في هذه الولايات متقاربا جدا وخاصة في فرجينيا وأوهايو. وهنا يأتي دور الأصوات العربية التي قد تؤثر في حسم أصوات الولاية لصالح أوباما. ما زالت قصة فلوريدا في انتخابات عام 2000 ماثلة للأذهان عندما كان الفرق بين آل غور وجورج بوش لا يتجاوز 900 صوت. كان العرب عندها قد صوتوا بشكل مطلق لجورج بوش انتقاما من تعيين آل غور الصهيوني المعروف ليبرمان نائبا له فذهب نحو 100,000 صوت لبوش فرجحت كفته على المرشح الديمقراطي. وكم ندم العرب على تلك الخطيئة لما قام به بوش من إيذاء للعرب والمسلمين وخاصة في فلسطين والعراق.
* هل الجالية العربية والإسلامية راضية عن أداء أوباما في السنوات الأربع الماضية لتعود وتصوت له مرة أخرى؟
الحقيقة أن باراك أوباما خيب آمال العرب والمسلمين في الولايات المتحدة لسبب بسيط وهو أن نسبة الأمل التي عقدت عليه كانت أعلى مما يجب. فكلما كانت فسحة الأمل أوسع كلما زاد حجم الإحباط عند الخيبة. لقد ظن الكثيرون أن أوباما سيجعل شغله الشاغل قضية فلسطين والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والانسحاب من العراق وأفغانستان وإغلاق معتقل غوانتنامو الكريه، واحترام الحقوق المدنية وتصحيح العلاقة مع الشعوب العربية والإسلامية. لذا اندفع العرب والمسلمون في الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق للتصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008 بشكل شبه مطلق لبراك أوباما. لقد زادت نسبة تصويت العرب والمسلمين لأوباما عن 80% وهي أعلى نسبة تصويت بعد الأمريكان من ذوي الأصول الإفريقية بدأ أوباما يومه الأول في البيت الأبيض يوم 20 جانفي 2009 على خلفية مجزرة غزة التي توقفت بضغط أمريكي قبل يومين فقط من حفل التنصيب. فكان من أولى قراراته أن عين الدبلوماسي القدير جورج ميتشل مبعوثا خاصا لإحياء العملية السلمية المجمدة منذ عام 2005 وتقريب وجهات النظر بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة وقابلة للحياة كما كرر أوباما مرارا. وقد اختار أوباما أن يلقي أول خطابين للعالمين الإسلامي والعربي لتصحيح العلاقات المتوترة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، الأول في إسطنبول بتاريخ أفريل، والثاني في القاهرة بتاريخ 5 جوان 2009. وفي خطاب القاهرة ولأول مرة تحدث رئيس أمريكي عن معاناة الشعب الفلسطيني «منذ أكثر من 60 عاما» مذكرا أن مرجعية المأساة الفلسطينية ليس الاحتلال الذي حدث عام 1967 ولكن نكبة عام 1948 وقيام دولة إسرائيل. ثم تابع أوباما مواقفه الشجاعة في خطابه أمام الجمعية العامة في 23 سبتمبر 2010 حيث قال إننا نتوقع أن تكون فلسطين دولة مستقلة وعضوا في الأمم المتحدة مع بداية الدورة القادمة. ثم تجرأ أكثر في ماي 2011 وأعلن أن الدولة الفلسطينية لا بد أن تقام على حدود الرابع من جوان وقال «إن إسرائيل لن تكون دولة تتمتع بسلام حقيقي قائم على احتلال دائم» قد تكون نوايا أوباما صادقة لكنه سرعان ما اكتشف أن القوى المناهضة للحقوق الفلسطينية أكبر من أن تعاند ليس فقط في الحزب المناوئ له بل في حزبه هو ولذا بدأ يتراجع عن كل ما وعد به ولم تعد القضية الفلسطينية تظهر على شاشة رادار أوباما.
* لكن هل البديل التصويت لرومني؟
بالتأكيد لا، لأن الحزب الجمهوري هو حزب الصراعات المسلحة وإنشاء بؤر التوتر واستخدام العصا قبل الجزرة. لذك نعتقد أن الجالية العربية والمسلمة ستصوت مرة أخرى لأوباما ولكن بنسبة أقل لأن الخيارات المطروحة هي بين السيء والأسوإ.
* هل هناك فروق جوهرية بالنسبة للمصالح العربية بين المرشحين باراك أوباما ومت رومني؟
هذه الانتخابات أساسا تجري على خلفية اقتصادية وقضايا محلية أخرى كالضرائب والمديونية والهجرة والتأمين الصحي والإجهاض وحقوق المثليين وغيرها. فقد جاء أوباما بعد سنوات الخراب والحروب والإفلاس الثمانية لإدارة بوش والمحافظين الجدد وكانت مهمة أوباما الأساسية أن يوقف تدهور العربة وانزلاقها نحو الهاوية وهي مهمة صعبة بالنسبة لدولة عظمى يعادل اقتصادها ربع اقتصاد العالم بأكمله.
إلا أن قضايا السياسة الخارجية تلعب دورا مرجحا لأحد المرشحين خاصة في ظل التقارب بينهما حسب استطلاعات الرأي. ومع ارتفاع سقف التوقعات المحلية والدولية في إدارة يعتبر وصولها إلى البيت الأبيض معجزة في حد ذاته كان هناك خيبة أمل على المستويين المحلي والدولي. فالاقتصاد وإن شهد نوعا من التعافي إلا أن نسبة البطالة ما زالت عالية وما زال معتقل غوانتنامو مفتوحا وتراجع اهتمام الإدارة بالشأن الفلسطيني تماما ومورست الضغوط على السلطة الفلسطينية كي لا تتقدم بطلب عضوية كاملة في الأمم المتحدة واستخدم الفيتو الأمريكي لمنع إدانة النشاط الاستيطاني في فيفري2011. كما أن مواقف الإدارة الأمريكية من الربيع العربي اتسمت بالذبذبة والتردد أحيانا والدعم بالمال والسلاح أحيانا أخرى والصمت واللعثمة والتقلب عندما تعلق الأمر بالبحرين واليمن. كما أن أوباما توسع في استخدام الطائرات بدون طيار في استهداف عناصر القاعدة في باكستان واليمن والصومال وتمكن من تصيد أسامة بن لادن في باكستان وأنور العولقي في اليمن ونشطاء آخرين في الصومال.
لكن ورغم كل المثالب التي ميزت فترة رئاسة أوباما لكننا لا يمكن أن نقارنه بالرؤساء الجمهوريين السابقين مثل بوش الأب والابن وريغان أو المرشح الجمهوري ميت رومني الحامل لعصا غليظة والذي اتهم أوباما بأنه قذف بإسرائيل تحت عجلات الحافلة. فالجمهوريون معروفون بأنهم رعاة الحروب وتسخين الأزمات الباردة وخلق بؤر التوتر والإسراع إلى استخدام السلاح وتهميش دور الدبلوماسية والوساطة وإقفال قنوات الحوار والانصياع لمؤسسة الصناعات العسكرية وتقديم كل ما تطلبه إسرائيل سياسيا وعسكريا. ومن نسي فليتذكر اتفاق بوش مع شارون عام 2004 حول القدس وعدم الانسحاب لحدود 1967 وإلغاء حق العودة.
أوباما برّ بوعده وسحب القوات الأمريكية من العراق وظل يردد أن تلك الحرب لم تكن ضرورية. ووعد أن ينسحب من أفغانستان مع نهاية 2014 وهو يعمل الآن على مساعدة أفغانستان لبناء قدراتها الذاتية ولا يمانع من فتح حوار مع طالبان إذا ما كان في ذلك خير للبلاد. وأوباما خفف من عمليات التعذيب وتصدير المتهمين إلى الدول الدكتاتورية لتعذيبهم واستجوابهم. كما أنه في أكثر من مناسبة عبر عن احترامه للمسلمين وعقيدتهم وحقهم في ممارسة شعائرهم دون خوف أو وجل بل وتدخل لمنع القس المهووس تيري جونز من إحراق نسخ من القرآن، وعين من بين العرب والمسلمين وزراء ومستشارين. وتنفس العرب والمسلمون الصعداء بعد أن خفت حدة ملاحقتهم والتنصت عليهم ومراقبة حركاتهم وتجمعاتهم بل وتشجع العرب والمسلمون بعد انتخاب أوباما للانخراط في العملية السياسة والمشاركة والاستمتاع بحقوق المواطنة وقد شارك نحو 65 عضوا عربيا/مسلما في مؤتمر الحزب الديمقراطي في شارلوت بكارولاينا الشمالية.
* وماذا عن الملف الإيراني، وما الذي يمكن أن يتغير؟
في رأينا إن تعامل أوباما مع الملف الإيراني كان من المآثر التي تحسب له لا عليه. فقد آثر استخدام الدبلوماسية بدل القوة. فرغم كل ضغوط إسرائيل وحلفائها في الحزبين وقوة الأيباك إلا أن أوباما رفض الرضوخ للضغط وظل يفضل الدبلوماسية على القوة بل وأرسل رسائل لإيران يؤكد أنه لن يستخدم القوة. وقد أدت هذه المواقف إلى توتر في العلاقات بينه وبين ناتنياهو ولم يقم أوباما بزيارة لإسرائيل طوال سنواته الأربع. وقد تسرب أخيرا أن هناك اتفاقا مبدئيا بين إيران والولايات المتحدة بفتح قنوات حوار مباشر في حالة فوز أوباما. إن أوباما يعرف تماما أن الشعب الأمريكي ليس له مزاج بخوض حرب أخرى في الشرق الأوسط قد تكون أكثر دمارا وتضحيات وتكلفة. ولذا تجد أوباما يعلن معارضته للعمل العسكري وهو مستند على قاعدة تأييد شعبي واسعة.
* هل تعتقد أن أوباما في دورته الثانية سيكون مختلفا عن دورته الأولى؟
نود أن نؤكد مرة أخرى أن الانتخابات الحالية ستتمحور أساسا حول قضايا محلية وأن السياسة الخارجية تلعب دورا ثانويا. لكننا نثق أن أوباما في دورته الثانية سيكون متحررا من قيود الدورة الأولى وأن قدرته على التحرك ستكون أوسع. لن نتوقع أن يقوم أوباما بالتخلي عن إسرائيل لكنه بالتأكيد يفهم الوضع الفلسطيني أكثر من غيره ليس مثل رومني الذي اتهم الفلسطينيين بالتخلف الحضاري قياسا لإسرائيل وأطلق حملته الانتخابية من القدس. ونعتقد أن من بين أولوياته سيكون الملف السوري بعد أن تصاعد الانتقاد لسياسته المتذبذبة مما شجع مؤيدي النظام السوري وخاصة إيران وروسيا بتقديم المزيد من الدعم لنظام يرتكب المجازر ضد شعبه بشكل يومي مستغلا غياب الموقف الحاسم من الولايات المتحدة وحلفائها من الأوروبيين.
كما أن التصالح مع العالمين العربي والإسلامي سيظل على قائمة أولويات أوباما وسيضاعف من دعمه للدول التي تعيش مرحلة الانتقال نحو الديمقراطية المستقرة مثل تونس ومصر وليبيا واليمن والعمل مع هذه الدول لعزل التيارات المتشددة والراديكالية والتي بدأت تشكل عامل تهديد حقيقي للديمقراطيات الناشئة.
وأود أخيرا أن أؤكد أن أمريكا لن تهتم بالقضايا العربية الأساسية مثل القضية الفلسطينية إذا لم يقف العرب أنفسهم موقفا جادا وحقيقيا مصحوبا بشيء من الضغوط السياسية والاقتصادية. العالم اليوم تحركة المصالح الحيوية. ولا توجد منطقة في العالم لا تستخدم مصادر قوتها الاقتصادية والتجارية والديموغرافية والحضارية مثل العرب. فلعلهم يستغلون وجود رئيس أقل عدوانية للضغط باتجاه التعامل معهم بشيء من الاحترام والندية خوفا من أن تتضرر مصالح تلك الدولة فعلا لا قولا.
() أستاذ دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية بجامعة رتغرز بنيوجرزي

أحمد قريع (أبو علاء) كبير المفاوضين الفلسطينيين:
نتطلع إلى إدارة أمريكية جديدة تولي الصراع ما يستحقه من اهتمام
* كيف ينظر أبو علاء من موقعه الى هذه الانتخابات وما الذي ينتظره الفلسطينيون من الادارة الامريكية الجديدة؟
- بداية لا شك أن هناك وقتا كثيرا قد ضاع وفي خضم هذا الوقت تفاقمت المعاناة الفلسطينية وتعددت مآسي شعبنا ميدانيا حدثت عديد الانتهاكات وخاصة في القدس وفي اعتقادي أنه لو تم استثمار هذه الفترة منذ خطاب أوباما في القاهرة لكان هناك سلام اليوم بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ولو تم ذلك لانعكس على المنطقة كلها فالقضية الفلسطينية قضية الشعب الفلسطيني ولكنها قضية كل الشعوب العربية والاسلامية أيضا.
مع الاسف نحن نتطلع الى ادارة أمريكية جديدة تولي موضوع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بما يستحقه من اهتمام وتوليه ما يستحق من جهود حقيقية من قبل الادارة الامريكية وهي الراعي الاساسي لعملية السلام في الشرق الاوسط ليأخذ الموضوع مكانة أساسية نحو حله ونحو تحقيق السلام للشعوب ونرجو بالتالي بعد هذه الانتخابات توقف بازار المزايدة التي اتبعت باعلان واعطاء الولاء والدعم لاسرائيل على حساب شعبنا طوال الحملة الانتخابية لتعود الامور وتأخذ المسار الصحيح الذي يوفر الظروف الموضوعية للعملية السلمية.
* هناك جهود وسباق في الامم المتحدة من أجل تمثيلية الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة فكيف يمكن كسب ثمار هذه المعركة في هذه المرحلة ؟
- طبعا نحن نتطلع الى كسب المعركة ان شاء الله ,وبلا شك نقول هناك دعم عربي و اسلامي ومن دول عدم الانحياز وهناك تفهم من دول أخرى وهناك وفود فلسطينية وعربية وتحركات في كل الاتجاهات لكسب الرهان في محاولة لنقل الصورة الحقيقية الى كل العالم نثق أن هذه الخطوة في حال تحققت ستكون أساسية على طريق دعم السلام العادل لشعبنا بمرجعية واضحة .
* بعد سنوات من الفشل والجمود هل هناك داع لاستمرار الرباعية ؟
- من جانبنا نأمل اعادة النظر بالالية المتبعة حتى الان في معالجة القضية الفلسطينية وهي الية لم تأت حتى الان بالنتائج المرجوة ,نحتاج اليوم الى اطلاق عملية جديدة ومبادرة جديدة من أجل السلام ولما لا عقد مؤتمر دولي للسلام على طريقة مؤتمر مدريد او كذلك أنابوليس ولكن وهذا الاهم مع الية متابعة جدية بحيث أن الاطراف الاقليمية تكون موجودة في هذا الجهد الدولي هذا ما نرجوه من الادارة الجديدة أما ان تظل القضية الفلسطينية مجرد مفاوضات وتجارب بدون نتائج تذكر فانها ستؤدي الى مزيد الاحباط وهذا ما تم هناك اليوم احباط ويأس من حل الدولتين وعدم مصداقية من جانب الاطراف المسؤولة وهذا انعكس في تصريحات عديد القيادات الفلسطينية فاذا كان مشروع حل الدولتين غير ممكن التحقيق يجب البحث عن بديل أما اذا كان المشروع لا يزال قائما ومطروحا يجب بذل مزيد الجهود لانجاحه .
* ما تعليقك على زيارة أمير قطر الى غزة وهل هي خطوة لتحقيق المصالحة أم بالعكس لتكريس الانفصال ؟
- الوحدة الفلسطينية مطلب وطني فلسطيني والموضوع مطلوب مسبقا لاي عملية سلام حقيقية ويجب أن يكون هناك تواصل فلسطيني ورؤية مشتركة بما يريده الشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية والمصالحة أولوية مطلقة قبل كل شيء اخر نختلف ونتفق كفلسطينيين ولكن نبقى في اطر متفق عليها ، وأما عن زيارة الامير القطري الى غزة فنحن ننظر اليها على أنه قدم دعما مشكورا لجزء من الشعب الفلسطيني .
* هل تتوقعون عودة للمفاوضات بعد هذه الانتخابات ؟
- لا استطيع أن أجزم في ذلك ولا أتعهد بشيء أيضا ,هناك حكومة اسرائيلية انتهت مدتها ولن يحدث شيء قبل الانتخابات والمجتمع الاسرائيلي يتجه نحو المزيد من اليمين المتطرف والوضع يحتاج موقفا حاسما وجادا وهذا غير متوفر .
* رسالتك الى الادارة الامريكية الجديدة سواء فاز اوباما أو رومني؟
- نتمنى أن تأخذ القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي ما يستحق من اهتمام لدى الادارة الامريكية القادمة وقناعتنا لن يكون هناك سلام أو استقرار دون حل هذه المشكلة .الشعب الفلسطيني حيوي وفاعل وهو شعب مؤثر في المنطقة ومنتشر على خارطة المنطقة واذا لم تتحقق حقوقه فان هذا سيؤثر على الوضع في المنطقة وهي معرضة لكثير من الانعكاسات التي من شأنها التأثير على الاستقرار .
* حتى الان كيف أثر الربيع العربي على القضية الفلسطينية ؟
- نأمل على المدى الابعد أن يكون تأثيره أكثر وأن يكون ايجابيا لقد أعطى الربيع العربي للفلسطينيين أملا جديدا ولكن حالة الانشغال في عديد الدول العربية بالوضع الداخلي وبالمشاكل الكثيرة له دوره أيضا , ونحن نأمل ألا يطول ذلك ومن هنا نثق أن القضية ستكون مجددا في صدارة الاهتمامات والاولويات .

د. كلوفيس مقصود: لعبة المال فاسدة في الانتخابات ولا حدود للصرف وتمويل الحملات
الجالية العربية مجمعة على اعادة انتخاب أوباما
* تجربة طويلة عشتها في أمريكا فكيف تعيش اليوم الساعات الاخيرة قبل موعد الانتخابات الرئاسية ؟
- في الساعات الاخيرة قبل الانتخابات الامريكية نجد الجالية العربية مجمعة الى حد كبير وان لم يكن بالاجماع على انتخاب الرئيس الحالي باراك اوباما. وهذ نظرا الى سياساته والضمانات الصحية التي يوفرها للمواطنين في حين ان بعض الاثرياء العرب يعتبرون ان مصالحهم قد تكون مضمونة اكثر اذا انتخب المرشح الجمهوري ميت رومني، لذلك نستطيع القول ان الجالية لن تكون مشتتة يوم الانتخابات الرئاسية، ففي ديترويد حيث يتواجد اكثر عدد من الناخبين العرب الامريكيين وفي اجتماع كبير لقيادات الجاليات العربية يوم الجمعة وكانوا في اكثريتهم الكبيرة اعلنوا تأييدهم للرئيس اوباما.
فيما يتعلق بالثورات اذا اجيز استعمال هذه الكلمة - العربية فان الملف السوري يستدعي تأييدا وعطفا على المعارضة السورية وان كانت بعض السلوكيات الاخيرة لقلة من فئاتها شوهت بتصرفاتها وكأنها اصبحت شبيهة ببعض سلوكيات شبيحة النظام السوري. اما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فان التماثل بين المرشحين قريب وانا كان الرئيس اوباما يتميز بانفتاح نسبي ضئيل في حين ان المرشح الجمهوري رومني متطابقا بشكل كامل مع متطلبات اسرائيل داعيا ان في رئاسته بأن «لن يرد لها طلب».
* ما الذي يمكن أن يتغير في ملف القضية الفلسطينية بعد هذه الانتخابات؟
- في الموضوع الفلسطيني اذا نجح الرئيس اوباما ويبدو أن هذا ممكناً وان لم يكن مضمونً فاذا نجح فان المأمول ان يكون اكثر استقلالية عن اللوبي الصهيوني وبالتالي اكثر وضوحا في تفهم القضية الفلسطينية كونه لا يستطيع بموجب الدستور ان يرشح لمرة ثالثة، كما يوجد تباين وان لم يكن تناقض بين سياسة اوباما ورومني فيما يتعلق بمجمع الدول العربية كون رومني اذا انتخب سوف تكون البوصلة التي يتعامل بها مع العلاقات العربية هي البوصلة الاسرائيلية، لذلك فان اوباما سوف يكون اكثر ميولا للدول التي حققت الديمقراطية ومنحت الحريات في دول الربيع العربي حتى بعد وصول الاسلاميين الى الحكم علما بان هذا يكون قائم اذا انطوت الاحزاب كاخوان المسلمين او النهضة على علاقات مستقيمة مع العلمانيين والمجتمعات المدنية.
* أين تتنزل لعبة المال في الانتخابات الامريكية والى أي مدى تؤثر على صناعة القرار السياسي؟
- ان لعبة المال في الانتخابات الامريكية هذه كانت بنظري فاسدة حيث انه لا حدود للصرف وتمويل الحملات نظراً للاجازة التي اتاحها قرار المحكمة العليا بنسبة 4 الى 5 عن قرار عدم تقييد حدود التمويل للحملات الانتخابية، مما كاد في الحملة الانتخابية الرئاسية ان يؤدي الى تقوية امكانيات المرشح الجمهوري الاميل الى مؤسسة Wall street في هذه الانتخابات وجدنا ان بعض الممولين الكبار ساهموا في تأييد المرشح الجمهوري بشكل غير محدود الا انه لا يبدو انه اثر سلبيا على حملة الرئيس اوباما خاصة في الايام الاخيرة حيث جاء الاعصار وتصرف الرئيس اوباما بشكل رجل دولة نال اعجاب الحاكم الجمهوري في ولاية نيو جرسي وعمدة نيويورك المستقل ذات الميول للحزب الجمهوري والجنرال باول الذي كان وزير خارجية اثناء رئاسة جورج بوش وهذا من شأنه تقوية حظوظ الرئيس اوباما وان لم يكن مضمونا تماما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.