اعادت تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان اصرار ايران على امتلاك السلاح النووي الى السطح الكثير من الحقائق المغيبة في نظام العلاقات الدولية في هذا العقد الاول من القرن الواحد والعشرين ولعلها المرة الاولى التي يتحدث فيها البرادعي بتلك الصراحة غير المعهودة في اشارته الى ان الدول التي تمتلك السلاح النووي تعامل بشكل مختلف عن تلك التي لا تمتلك هذا السلاح فالعراق الذي لم يكن يمتلك سلاحا نوويا تم تدميره حسب البرادعي فيما تدعى كوريا الشمالية الى طاولة المفاوضات رغم مضيها قدما في لعبة التجارب الصاروخية المتكررة رغم كل التنديدات الدولية . ولعل الاهم في اعترافات البرادعي التي تاتي قبل اشهر من انتهاء ولايته ان موقف ايران المتمسك بالمشروع النووي نابع من قناعة راسخة بان تحقيق هذا الهدف من شانه ان يضمن الحصانة المطلوبة لايران ضد كل انواع الاعتداءات المحتملة وان امتلاك ايران السلاح النووي سيمنحها بالتالي المكانة والموقع الذي تستحق اقليميا ودوليا بما يجعل نظريا نجاح مهمة القوى النووية الكبرى التي تشترك في امتلاك سبع وعشرين الف راس نووية في اقناع ايران بالتخلي عن مشروعها النووي في هذه المرحلة مرجحا للفشل الذريع ...