واصلت هيئة الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس أمس النظر في قضيتي تهريب وتصدير طن من «الزطلة» ومحاولة تهريب طن آخر و42 كلغ والتي نشرت «الصباح» تفاصيلها في العدد الصادر يوم الخميس 25 جوان الجاري. وللتذكير بالوقائع فإن الأبحاث انطلقت في القضيتين يوم 15 فيفري 2008 عندما أوقف مسافر تونسي كان يستعد للذهاب إلى جنوة الإيطالية، حيث اكتشف «السكانار» وجود كمية كبيرة من «الزطلة» كانت مخفية في 39 طردا داخل مخبئ سري بالشاحنة وقدرت الكمية بطن و42 كلغ. وعند سماع المسافر المذكور ذكر في أقواله أنه التقى بمهاجر تونسي بباريس وأعلمه أنه يرغب في العودة إلى أرض الوطن وعرض عليه تسجيل شاحنة على ملكه باسمه مقابل مبالغ من المال فوافق على طلبه بعدما أغراه العرض، ودلّ المسافر المذكور على هوية شريكه وأعلم أعوان الشرطة أن هذا الأخير يستعد في ذلك الوقت للسفر. وتمكن رجال الأمن من إيقافه قبل صعوده الطائرة المتجهة إلى فرنسا بدقائق، وعند اجراء التحريات معه اعترف بأنه يتعامل مع شخص جزائري مقيم بفرنسا وشخصين آخرين ونجح في تهريب طن من المخدرات خلال سنة 2007 ولذلك اتفق مع شريكه الجزائري على إعادة الكرة ولكن العملية أحبطت بميناء حلق الوادي. وبعد انتهاء الأبحاث أحيل المتهمان الخميس الماضي على هيئة الدائرة الجنائية الرابعة بابتدائية تونس فنفيا عن نفسيهما التورط في هذه العمليات المشبوهة رغم مواجهتهما بالمحجوز. وواصلت هيئة الدائرة الجنائية الرابعة بابتدائية تونس أمس النظر في القضيتين وفسحت المجال للمحامين للدفاع عن المتهمين. وطلب محامي المتهم الذي ألقي عليه القبض بميناء حلق الوادي إعادة الاتصال بالخبير الذي أجرى اختباره على سوائل المتهم وأثبت استهلاكه للمخدرات، ورأى أن منوبه استهلك فعلا المخدر بفرنسا وليس في تونس ورأى أنه يجب على الخبير إجراء اختبار على شعر منوبه لكي يبين ساعة وتاريخ استهلاكه للمخدرات. وأما بالنسبة لتهم التهريب ومحاولة تصدير المخدرات والانخراط في احدى العصابات فرأى أن المتهم لم يكن على علم بأنه سيقع تهريب «الزطلة» بواسطة الشاحنة التي سجلها باسمه، وأضاف أنه مرّ بظروف مالية قاسية بفرنسا لأنه أصبح عاطلا عن العمل بعدما كان يعمل سائق حافلة وذلك ما دفع به إلى قبول عرض المهاجر الثاني وهو المتهم معه في هذه القضية. وبناء على ذلك طلب تبرئته، وبالنسبة للمتهم الثاني أيضا طلب محاموه الحكم في حقه بالبراءة، وينتظر أن يصدر الحكم في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت.