منع ارتداء أكمام القمصان على سائقي التاكسي لتنافيها مع شرط المظهر اللائق تونس الصباح تحت اشعة الشمس الحارقة.. تكتوي جلود سواق سيارات الاجرة والحافلات ساعات طويلة كل يوم.. ونظرا لانهم يشتغلون دون هوادة حتى خلال اشهر الصيف القائظى، فانهم يعتبرون اكثر الناس عرضة للاصابة بالامراض الجلدية وخاصة سرطانات الجلدة.. ولوقاية انفسهم من هذه الامراض ابتكر بعضهم تقليعة جديدة لم نتعود على مثلها في تونس وهي ارتداء كم قميص ابيض مقطوع من اعلى اليد وتثبيته بدبابيس صغيرة او خيط مطاطي، فوق الزند اعتقادا منهم ان اللون الابيض يمتص اشعة الشمس.. او تجدهم يرتدون قفازات قطنية بيضاء في عز الصيف.. ولكن يبدو ان هذه التقليعة وجدت الكثير من المعجبين.. الى درجة ان البعض اصبح يعتبرها موضة خاصة في صفوف النساء رغبة منهن في وقاية البشرة.. وفي هذا الصدد تقول فاطمة الزهراء انها شاهدت العديد من النساء سائقات السيارات مرتديات قفازات بيضاء خلال السياقة وانها وجدت بالصدفة قفازين جميلين ابيضي اللون في خزانة اختها فارتدتهما لحماية يديها.. واستغربت فاطمة ان نطرح عليها مثل هذا السؤال.. ثم استدركت: «اننا في تونس نقلّد الآخرين.. وكل موضة جديدة نجربها.. فالاولاد مثلا اصبحوا يحبذون السراويل المتدلية من خلف رغم انها تعطي انطباعا بان من يرتديها لا تنطبق عليه صفة الرجولة». وتضيف فاطمة البالغة من العمر 25 سنة ان المظهر شيء مهم في حياتنا لانه اول رسالة تصل الى الطرف الآخر.. فهو على حد تعبيرها.. وسيلة تعبير بليغة جدا جدا.. وتذهب مرافقتها جازية الى ان ارتداء القفازات يمكن ان يقي الجلدة من لفح الشمس ومن امراض الحساسية والحكة.. وهو نفس ما ذهب اليه سائق التاكسي علي الساحلي.. الذي قال «اننا نحترق يوميا تحت الشمس الى درجة ان هناك من اصيب بحروق بارزة للعيان». واشار علي (عم علالة) وهو يحادثنا الى يد زميل له اصيب بحروق جلدية عميقة جراء كثرة تعرضه الى اشعة الشمس.. وبين ان هناك عدد من السواق يرتدون القفازات او الأكمام لحماية انفسهم من الاشعة المضرة.. ولكن وعلى اعتبار الاهتمام الكبير الذي اصبحت توليه غرفة سائقي سيارات الاجرة لمظهر السائق.. فقد تم منع ارتداء كم القميص على اعتبار انه منظر غير لائق. واضاف : «تم منعنا ايضا من ارتداء المضلة خاصة بالنسبة لسواق سيارات الاجرة الذين يترددون على المطار لنقل السياح. واكد علالة على ان هناك احد زملائه اصيب بمرض جلدي الزمه الفراش والاقامة في المستشفى جراء كثرة التعرض لاشعة الشمس. وذكر ان هناك من السواق وخاصة الاناث من يرتدون قفازات لحماية ايديهم من اشعة الشمس ومن الحكة. ويرى زميلاه لطفي الطرابلسي ورؤوف بن سلامة ان اشعة الشمس تحرق الجلد ولهذا الغرض يجب توفير وسائل الحماية.. وهو نفس ما ذكره رضا الذي تحدث عن مخاطر اشعة الشمس الكبيرة على الصحة خاصة خلال القيلولة».. وبين رضا انه احترق بسبب تعرضه بصفة مستمرة الى اشعة الشمس.. وهو نفس ما ذكره خميس. وقال رضا ان هناك من السواق من يرتدي كمّ قميص ليغطي يديه لكن تم منع هذا الامر، وهو يرى في ذلك عيبا لانه يعتقد ان هذه التقليعة غريبة وغير جيدة ومن الاحسن ان يحافظ السائق على هندام عادي لانه يعتبر صورة للبلاد ولا يجدر به ارتداء ملبس غريب. وتحدث نجيب الشيخاوي وحسن الخذيري انه من المهم جدا بالنسبة الى سواق سيارات التاكسي الاعتناء بالهندام والمظهر.. وبينا ان سيارة التاكسي وسائقها يعطيان السائح الاجنبي الانطباع الاول عن اهل البلاد. وتحدثنا عن معضلة الحروق الجلدية التي يعانون منها جراء كثرة المكوث تحت اشعة الشمس.. سرطان الجلد في هذا الاطار وللوقاية من اشعة الشمس وضرباتها الخطيرة تنبه ادارة الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة العمومية الى ان التعرض المطول لاشعة الشمس عند ذروتها اي من العاشرة صباحا الى الثالثة بعد الزوال يتسبب في حروق متفاوتة الخطورة حسب مدة التعرض لهذه الاشعة. كما يسبب التعرض الى اشعة الشمس تشيّح الجلد بصفة مبكرة وهو ما يهيء ايضا ارضية لظهور مرض سرطان الجلد. ونظرا لهذه المعضلة اولت ادارة الرعاية الصحية الاساسية اهمية كبيرة للجانب الوقائي قصد الحد من تبعات اشعة الشمس وتأثيرها على الجلد وذلك في اطار البرنامج الوطني لمكافحة السرطان. وهي تؤكد على ضرورة احترام الاوقات المناسبة للتعرض الى اشعة الشمس اي قبل الساعة العاشرة صباحا وبعد الساعة الثالثة مساء واستعمال اللباس الملائم، المظلة والنظارات الشمسية ومن المستحسن ان تكون المظلة كبيرة، اضافة الى اللجوء الى الظل واستعمال المراهم الواقية ولكن هذه المراهم تقلص من فاعلية الاشعة ولا تزيلها، ويجب تجديد طليها كل ثلاث ساعات ولكن كل نصف ساعة اذا تم التعرض للشمس من منتصف النهار الى الساعة الواحدة بعد الزوال ومن الضروري اعادة طليها على الجلد بعد السباحة او بعد سيلان العرق او بعد تجفيف الجلد بالمنشفة.