ينخدع كثير من الناس بجاذبية شمس الربيع فيفرطون في التعرض لأشعتها ظنا منهم أنها لا تمثل خطرا على صحتهم على عكس شمس الصيف الحارقة. لكنهم لا يدركون أنه رغم تعدد فوائد الشمس كمصدر للضوء والطاقة وكذلك دورها المساعد في تكوين فيتامين (د) المهم في نمو عظام الأطفال وحمايتهم من بعض الأمراض إضافة لمساعدتها في علاج بعض الأمراض الجلدية، تبقى التخوفات من مخاطرها كبيرة. ونظرا لأهمية التوعية حول هذه المسألة بالذات، يقول أخصائي في الأمراض الجلدية، انه بالفعل يجب تنبيه الناس إلى خطورة الانسياق وراء هذا الفهم الخاطئ الذي يصور شمس الربيع على أنها «مسالمة» لا تتدخل في التسبب في أية مخاطر صحية. ويضيف الأخصائي أن الشمس تبقى شمسا في كل الفصول ومخاطرها تبقى قائمة في كل الفصول دون استثناء والخطر هنا يكمن في التعرض إلى أشعتها لمدة طويلة. مضار خفية يؤكد أخصائي الأمراض الجلدية على مضار أشعة شمس الربيع التي تغري كثيرا من الناس بالانجذاب إليها دون وعي بمضارها التي تتزايد طبعا كلما ارتفعت درجات الحرارة. ويتزايد ضرر أشعة الشمس في فترة الظهيرة التي تزيد فيها الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تقل حدتها بعد هذه الفترة من النهار. ويكمن الضرر في الأشعة فوق البنفسجية بكونها تخترق الطبقة الخارجية للجلد والمسماة بالادمة وهي التي تسبب حروق الشمس وتكون بعض أنواع السرطان الجلدي وهي تساهم أيضا في شيخوخة الجلد المبكرة. وتتسبب الأشعة الضارة أيضا في العديد من الأضرار للجلد، كالنمش والكلف والاسمرار والأورام الحميدة والخبيثة. وتعد بشرة الأطفال الأكثر عرضة للتأثر بأشعة الشمس مقارنة مع البالغين لأن بشرة الأطفال تتميز برقتها ونعومتها، وتختلف التأثيرات التي تتسبب فيها أشعة الشمس على الجلد تبعا لوقت التعرض إذ يتركز التأثير المؤذي للأشعة فوق النفسجية، من فترة الظهيرة إلى الساعة الثالثة من بعد الظهر في حين يقل تأثيرها بعد الرابعة عصرا. ويشير الأخصائي إلى أن التعرض المتكرر لأشعة الشمس يرتبط بصورة مباشرة بالشيخوخة المبكرة المرتبطة بأعراض ترهل الجلد وخشونته وظهور التجاعيد والبقع البنية على الوجه وظهر اليدين، وتوسع الأوعية الدموية. نصائح عملية يتفاوت أيضا مدى التأثر بمضار أشعة الشمس تبعا لنوعية الجلد حيث ان أصحاب البشرة الفاتحة أكثر قابلية للتأثر بأشعة الشمس من أصحاب البشرة السمراء. وللحيلولة دون حدوث بعض هذه المخاطر ينصح الأخصائي بعدم المبالغة في التعرض لأشعة الشمس في أوقات ذروتها خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والعمل على التمتع بشمس الربيع في أوقات الشروق والغروب، عندما تكون أشعة الشمس غير ضارة وصحية. وفي هذا السياق، أشارت دراسات طبية إلى أن الغيوم لا تحمي سوى 20٪ من أشعة الشمس فوق البنفسجية، ممّا يعني أن 80٪ منها تصل إلى الجسم وتؤذيه. وأشار الخبراء إلى أن تعرض الجسم لأشعة الشمس قد يتعارض مع الأدوية التي يتناولها البعض مثل المضادات الحيوية التي تزيد حساسية الجسم للشمس وتجعل الجلد أكثر عرضة للاحتراق. ونصحت هذه الدراسات باستخدام كريمات الشمس المناسبة لحماية الجلد، وخاصة تلك التي تمنع وصول الأشعة فوق البنفسجية قبل الخروج بحوالي نصف ساعة، وارتداء الملابس المناسبة المصنوعة من القطن، واستعمال القبعات التي تغطي الوجه والرقبة، واستعمال نظارات شمسية لحماية العينين.