تباين في الآراء بين المهنيين والتجار بين تقديم الموسم إلى ما قبل أو بعد رمضان تونس الصباح أفاد السيد جميل بن ملوكة رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بتونس أن حسم موعد بداية موسم التخفيضات الصيفية خلال هذه السنة سيتم على الارجح خلال الاسبوعين المقبلين. وكشف ل"الصباح" وجود تباين في الاراء بين المهنيين والتجار المعنيين بشأن تحديد موعد نهائي لموسم "الصولد" الصيفي. لكنه لم يستبعد أن يتم الاتفاق على أن يكون انطلاق موسم "الصولد" مطلع أوت المقبل. ويتمحور الاشكال أساسا في تزامن «الصولد» مع بداية شهر رمضان هذه السنة إلى الثلث الاخير من شهر أوت، علما أن السنوات الاخيرة شهدت استقرارا في موعد بداية التخفيضات الصيفية مع بداية شهر أوت لينتهي مع نهاية شهر سبتمبر. وأكد بن ملوكة في هذا الصدد أن آراء المهنيين موزعة على ثلاثة اتجاهات مختلفة، فشق يرى ضرورة تأجيل موعد "الصولد" إلى ما بعد رمضان، أي إلى ما بعد 20 سبتمبر وهو تاريخ عادة ما تنشط فيه الحركة التجارية نظرا لتزامنها مع العودة المدرسية، ومع تسويق سلع جديدة خاصة في قطاع الملابس الجاهزة. وينتصر شق آخر لفكرة عقده قبل حلول شهر رمضان، على اعتبار أن ذلك قد تكون له نتائج ايجابية في تضاعف اقبال المستهلك على المنتوجات المحلية، وخاصة أن تلك الفترة تتزامن مع أجواء العيد، فيما يذهب شق ثالث إلى حد التفكير في الغائه. ورجح السيد جميل بن ملوكة أن يتم الاتفاق على تنظيم موسم الصولد الصيفي بداية من شهر أوت، لكنه أفاد أن المشاورات مكثفة في الاونة الاخيرة سواء مع سلطة الاشراف أو مع المهنيين، أو مع الاتحاد المركزي للصناعة والتجارة للاتفاق على موعد نهائي، مبرزا أن السنوات الاخيرة شهدت استقرارا في تاريخ انطلاق الصولد مع بداية أوت، رغم أنه تمت في بعض السنوات تجربة تنظيمه مرة بداية من 27 جويلية، ومرة أخرى بداية من 15 أوت. وعن سؤال حول إمكانية تلبية رغبة بعض التجار في تقديم موعد التخفيضات الصيفية الموسمية إلى منتصف جويلية الجاري، أبرز بن ملوكة أن تلك الرغبة صادرة أساسا عن تجار يروجون سلعا وبضائع موردة. وقال إن ذلك من شأنه الاضرار بالمنتوجات المحلية من جهة، وبالتجار الذين عادة ما يغتنمون هذه الفترة من السنة لتسويق سلعهم مع ارتفاع الطلب عليها بسبب الاستعدادات لموسم الاعراس، من جهة أخرى، خاصة أن تقدم شهر رمضان إلى النصف الثاني من اوت، دفع بعديد الاسر التونسية إلى تقديم مواعيد أفراحها إلى شهر جويلية والاسبوعين الاولين من شهر أوت مخيرين الابتعاد عن رمضان. ولاحظ رئيس الاتحاد الجهوي للتجارة والصناعة بتونس، أنه رغم بروز حركية نشيطة في الاسواق التجارية خاصة في تونس الكبرى، وبالتحديد في قطاع الملابس الجاهزة والالكترونيك، وارتفاع في مؤشر الاستهلاك، فإن تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية ما تزال تلقي بظلالها على بعض القطاعات، وأرجع تزايد نسق الاستهلاك والاقبال على المواد الاستهلاكية والسلع التونسية إلى استعدادات التونسيين لموسم الاعراس. لكنه أشار إلى أن من إيجابيات موسم "الصولد" ليس فقط دفعت الحركة التجارية وجلب الحرفاء، لكن أيضا وبناء على تجارب المواسم الماضية، أثبت أن له دورا كبيرا في تنشيط القطاع السياحي باعتباره مناسبة لاستقطاب المزيد من السياح وخاصة منهم العرب من دول الجوار على غرار الجزائريين والليبيين، وحتى من دول أوروبية. كما أن عديد التجار والمهنيين من الولايات الداخلية عبروا عن رغبتهم في المشاركة هذه المرة في موسم التخفيضات، بعد نجاح تجربة الموسم الماضي. تجدر الاشارة في سياق متصل، أنه سيتم قريبا إصدار قرار يجيز للسياح والزائرين من غير المقيمين الانتفاع بإجراء يتعلق بإمكانية الاعفاء من الاداءات الديوانية عند اقتناء سلع أو بضائع من السوق المحلية، وهو ما من شأنه أن يعود بالنفع على تنشيط الحركة التجارية وخاصة منها الصناعات التقليدية. وثمن بن ملوكة هذا الاجراء، وقال إنه سيساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية ويشجع على مزيد الاقبال على المنتوج التونسي. وكان موسم التخفيضات الدورية لصيف 2008 شهد ارتفاعا في عدد التجار المشاركين إذ سجل مشاركة أكثر من 1430 مؤسسة تجارية تشغل 1821 نقطة بيع. وشكلت المشاركات على مستوى تونس الكبرى نسبة 82% من اجمالي المشاركات و84%من نقاط البيع. وتراوحت نسب التخفيضات بين 20 و50% غير ان بعض المساحات التجارية اعتمدت تخفيضات وصلت الى حدود ال80%. ويستأثر قطاع الملابس الجاهزة بأكبر نسبة مشاركة في موسم التخفيض الصيفي قدرت ب70% إذ بلغ عدد المحلات المشاركة قرابة ألف محل، يليه قطاع الاحذية بنسبة 22% اما القطاعات الاخرى على غرار الالكترونيك والتجهيزات المنزلية فكانت نسبة مشاركتها في حدود 5% ليأتي بعدها قطاع مواد التجميل بنسبة 1% من خلال مشاركة 10 محلات مختصة في موسم "الصولد" الصيفي.