توقع تراجع الطلب العالمي على خام الحديد هذه السنة بأكثر من 15% تونس الصباح تبعا لانخفاض أسعار المواد العالمية للمواد نصف المصنعة من حديد وصلب، وتراجع أسعار بيع حديد البناء بالسوق المحلية، علمت "الصباح" أنه تم رسميا ايقاف العمل بالمعاليم الديوانية والتخفيض بنسبة 12% على الاداء على القيمة المضافة المستوجبة عند توريد العروق الفولاذية أو عروق الصلب المدرجة بالرقمين 720719800 و720720150 من تعريفة المعاليم الديوانية من طرف الاشخاص المرخص لهم من قبل المصالح المعنية لوزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وذلك إلى غاية 31 ديسمبر 2009. كما تم التخفيض أيضا في مبلغ المعلوم المستوجب على العروق الفولاذية وعروق الصلب المحدث بالامر المؤرخ في 16 فيفري 2009 إلى النصف لتصبح 90 دينارا على الطن الواحد، عوضا عن 180 دينارا للطن الواحد. جدير بالذكر أن الامر المؤرخ في 16 فيفري 2009، أحدث لفائدة الصندوق العام للتعويض معلوم بمبلغ قدره 180 دينارا على الطن الواحد يوظف عند التوريد والانتاج المحلي على العروق الفولاذية وعروق الصلب وغيرها من المواد نصف المصنعة المدرجة برقمي التعريفة الديوانية 720719800 و720720150. ونص الامر المذكور على أن تتم مراجعة مبلغ هذا المعلوم على أساس تطوّر الاسعار العالمية للمواد نصف المصنعة من حديد أو صلب وعلى تطوّر أسعار بيع حديد البناء بالسوق المحلية. ولا يحتسب هذا المعلوم على العروق الفولاذية الموجهة لصناعة منتجات الحديد أو الصلب المدرجة بأرقام التعريفة الديوانية 721491101 و721499391 و721499501 و721621001 والموردة من قبل المؤسسات الصناعية المنتفعة بالنظام الجبائي التفاضلي المتعلق بدعم القدرة التنافسية للصناعة المحلية المنصوص عليه بالفقرة 7.26 من الباب الثاني من الاحكام التمهيدية لتعريفة المعاليم الديوانية عند التوريد. علما أن المعلوم المستوجب على العروق الفولاذية وعروق الصلب يستخلص بالنسبة الى الكميات الموردة كما هو الشأن بالنسبة إلى المعاليم الديوانية، وبالنسبة للبيوعات بالسوق المحلية للمنتوجات المحلية على أساس تصريح شهري حسب أنموذج تعده الادارة في نفس الآجال المعمول بها في مادة الاداء على القيمة المضافة. ولا يحتسب هذا المعلوم لتصفية المعاليم والاداءات الاخرى. إنعاش قطاع البناء وتجارة الحديد ومن شأن التخفيض في المعاليم والاداءات الموظفة على توريد وإنتاج العروق الفولاذية المذكورة أن ينعش قطاع البناء في تونس، وينعكس إيجابا على الناشطين في القطاع من باعة جملة وتفصيل لمواد البناء وكذلك مقاولي البناء، والباعثين العقاريين وأصحاب المشاريع الكبرى.. وكان لتراجع أسعار الحديد الخام ونصف المصنع عالميا مع نهاية سنة 2008، الاثر الطيب على اقتصاديات البلدان الموردة لهذه المواد، خاصة وقد تبع إنخفاض أسعارها تراجع على مستوى قيمة نقلها البحري، وقيمة تأمين البواخر المقلة لها. تجدر الاشارة أن أسعار السوق المحلية للحديد المعد للبناء شهدت في جانفي من السنة الجارية تخفيضا في نسبة أسعارها عند الانتاج ب10,7 بالمائة. ويبلغ حاليا مثلا سعر حديد قياس 12 الاكثر طلبا في السوق 1.208 ألف دينار للطن، وحديد 10، 1.223 ألف دينار للطن، وحديد 6، 1.238 ألف دينار للطن. وحديد 8، 1.232 ألف دينار للطن. علما أن هامش الربح عند الموزعين وتجار مواد البناء محدد ب13 بالمائة. وقد شهدت الفترة الاخيرة تراجعا في الطلب العالمي وانخفاض اسعار مادة البلت، وهي المادة الخام التي يصنع منها الحديد، بما نسبته 5 - 10%. كما قلصت الدول الثلاث المستهلكة للحديد بكميات كبيرة، وهي الصين والهند وروسيا، التي تصهر الحديد وتصنع منه انواعًا متعددة انتاجها بنسبة تتراوح بين 30-50 بالمائة نظرًا لتراجع الطلب.. تراجع الطلب على الحديد الخام وكان "مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية" توقع ان يستمر تراجع الطلب على خام الحديد والصلب عام 2009 بأكثر من 15 %، على رغم وجود دلائل على نمو الطلب من السوق الصينية. واعتبرت اونكتاد في أحدث تقرير لها ان أزمة القطاع هي الاسوأ عالمياً منذ عامي 19741975 وأوضح التقرير ان أسعار خام الحديد الاسترالي انخفضت 33 % عام 2008، والبرازيلي 28 %، والخام غير المعالج 44 %, في حين انخفض الاستخدام العالمي لمنتجات الصلب الكاملة التصنيع ب1.4 % إلى 1197 مليون طن، وهبط انتاج الصلب الخام ب1.5 % إلى 1325 مليون طن، مقارنة بما كان عليه عام 2007. وسجلت تجارة الحديد الدولية مستوى قياسياً العام الماضي، إذ زادت الصادرات للسنة السابعة على التوالي، ووصلت إلى 882 مليون طن، بزيادة 7.8 % عن عام 2007 ولا تزال الصين أكبر مستورد للحديد الخام، إذ بلغت وارداتها العام الماضي 444 مليون طن بزيادة 16 % عن عام 2007 وبلغت أسعار الشحن مستوى قياسياً في ماي 2008، ثم انخفضت في شكل غير مشهود بسبب الازمة المالية العالمية، إذ وصل سعر نقل طن الحديد من استراليا إلى الصين مثلا نحو 25 دولاراً في منتصف السنة الماضية، ثم هبط إلى 14 دولاراً مع نهاية العام. كما تراجعت قدرات مناجم الحديد الجديدة عام 2008 لتكتفي باستخراج 88 مليون طن فقط، إذ أدى هبوط سعر الطن الخام من 186 دولاراً في منتصف العام الماضي، إلى 80 دولاراً خلال الثلاثية الاخيرة من نفس السنة، مما جعل عملية استخراجه غير مجدية للكثير من شركات التعدين والمناجم في العالم وخاصة منها الصين.