تونس الصباح عقد السيد البشير النفطي الرئيس المدير العام للشركة التونسية لاسواق الجملة امس لقاء اعلاميا بسوق الجملة ببئر القصعة، حضره عدد هام من الاعلاميين، سلط فيه الاضواء على عملية تأهيل مسالك التوزيع التي تم اعدادها خلال الاستشارة الوطنية الاخيرة حول التصدير، وانطلق العمل بها اخيرا داخل 7 اسواق للجملة كما ركز في لقائه ايضا على جانب التزويد وخصوصية المرحلة مبرزا الاستعدادات الجارية للفترة القادمة التي تمثل ذروة الاستهلاك في جملة من المواد الاساسية. فماذا عن برنامج التأهيل الخاص بمسالك التزويد بالجملة الذي انطلق العمل به اخيرا وعن تطوراته في المرحلة القادمة؟ وما هي الاجنحة التي تم تأهيلها طبقا للمعايير الجديدة؟ ومتى ينتظر تعميم عملية التأهيل على بقية اسواق الجملة وكافة مسالك التوزيع الاخرى؟ وما المقصود بالتأهيل على مستوى المواد المعروضة وعلى مستوى التنظيم الاداري وسير الاسواق؟ التأهيل الخاص بالمسالك في مفهومه الشامل تندرج عملية تأهيل مسالك التوزيع ضمن البرنامج الوطني للتأهيل الذي تم اقراره خلال السنة الفارطة على اثر الاستشارة الوطنية حول التصدير، وهي ترمي الى تطوير اداء اسواق الجملة كحلقة اولى على اعتبارها تمثل مركز التوزيع. وينتظر ان يكون برنامج التأهيل شاملا على اعتبار انه سيعمم على كافة اسواق الجملة في البلاد التي يصل عددها الى 24 سوقا. ويلي مرحلة تأهيل هذه المسالك خطة اخرى سوف تشمل ايضا الاسواق اليومية الوطنية والاسبوعية. ويتمثل تأهيل مسالك التوزيع في تطوير ادائها عبر منظومة مراقبة ترتقي الى مستوى نظم اسواق الجملة العالمية وذلك من حيث المراقبة والمعاينة عبر المخابر لكافة السلع وتطوير اساليب العرض عبر تبويب السلع حسب جودتها وحجمها وطرق عرضها، كما ان عملية تأهيل مسالك التوزيع لها اهداف وابعاد اخرى تتصل اساسا بالقضاء على العرض الموازي وتنظيم اداء اسواق الجملة للتحكم في الانتاج واحكام تصريفه على مدى شهور السنة. ولاشك ان هذه الخطة تتطلب تأهيل كل الاطراف المتعاملة مع مسالك التوزيع بدءا بالفلاح الى غاية تاجر التفصيل، وهي ايضا سوف تمكن المواطن من مجال اوسع للاختيار ومن تعدد الاسعار وانواع المعروضات من الصنف الواحد، علاوة ايضا على المراقبة الشديدة والنسيقة التي سوف تتم من خلال مخابر حديثة سيقع تعميمها وتطوير ادائها فنيا وبشريا. البداية ب7 اسواق للجملة وبجناحي السمك والخضر والغلال الرئيس المدير العام للشركة التونسية لاسواق الجملة افاد ان عملية التأهيل قد انطلقت، وقد شملت لحد الان 7 اسواق جملة تتوزع على القيروان، قابس، المكنين، سوسة، صفاقس، باجة وبنزرت. وقد تركز التأهيل في هذه الاسواق على جناحي الخضر والغلال وكذلك السمك. على اعتبار انهما الاكثر حساسية وعرضا للكميات. وابرز ايضا ان دراسة الجدوى الخاصة بعملية التأهيل قد تأسست على مشاورات وعلى اطلاع على تجارب الاخرين من ذلك زيارة وفد من الاتحاد الاوروبي لاسواق الجملة والاطلاع على خطة عملها وتقديم ما يلزم من التوصيات. كما ابرز شمولية عملية التأهيل، حيث ينتظر ان يدرج ضمنها مشروع تأهيل قطاعات اخرى مثل قطاع الدواجن والتوابل على اعتبار انها تمثل روافد لاسواق الجملة. وبين ايضا ان تكاليف التأهيل ترتفع داخل سوق الجملة ببئر القصعة لوحده لما يناهز 7,2 مليون دينار. وابدى حرصه على الاشارة الى ان عملية التأهيل سوف تأخذ نسقا تصاعديا لتشمل كافة الاجنحة والاسواق مبرزا اهمية هذا البرنامج على كافة الاصعدة. السوق وظروف التزويد خلال هذه السنة وحاليا وابرز السيد البشير النفطي خصوصية هذا العام وما شمله من تقلبات وأمطار، واشار الى جملة الانعكاسات السلبية المسجلة في انتاج بعض انواع الخضر والغلال، واكد من ناحية اخرى تحسن اداء السوق خلال الشهرين الاخيرين في مجمل المواد الاستهلاكية. وطمأن الاعلاميين بتطور واهمية الكميات الواردة على السوق والتي استقرت في معدلاتها التي تصل الى 1600 طن من انواع الخضر والغلال. كما لم ينف المجهود المبذول بخصوص توزيع بعض المواد الموردة مثل البطاطا على وجه الخصوص التي قال عنها انها توزع حاليا بسوق الجملة ببئر القصعة بمعدل 160 طنا في اليوم. وابرز ايضا الصعوبات الحاصلة في مادة السمك وعمليات التوريد التي تجري لتغطية الحاجيات اليومية في هذه المادة مفيدا ان شهري جويلية واوت يمثلان دوما الراحة البيولوجية للبحر وذلك بتخفيف عملية الصيد ومنع بعضها الذي يتم في الاعماق. وافاد في الاخير ان الاستعدادات تجري حثيثة لتلبية حاجيات المرحلة القادمة من كل المواد مؤكدا حصول زيارات ميدانية للفلاحين والعمل على تنظيم التوزيع والتزويد خلال الرحلة القادمة عبر تكاتف جهود كل الاطراف.