شهر جويلية دخل وبدأت حرب جديدة لا فيها موتى ولا كرتوش ولا انفجارات... كل عام تتعاود.. لا فيها هدنة ولا وقف إطلاق النار ولا مفاوضات... ما فيها كان ذراعك يا علاّف... إنت آشكون عندك... وأنا آشكون عندي... إنها حرب الكونجيات... وآشكون الراجل اللي يربحها ويضربلها شهر كيما يحب هوّ وقتلي يحب هوّ... واحد يحب في جويلية باش يمشي يبحّر ولاخر باش يكمّل المرمّة والثالث باش يحضر الكالندريي متاع العروسات والصداقات والسيزيامات والباكات... والثاني يحبّو في أوت باش يدوّر الزيرو في رمضان ملصوقة وخبز طابونة والثالث باش يعدّيها نوم من النهار وأطراح رامي وشيشة للصباح. وتبدا الناس الكل تتقرّب للمدير والمديرين مساكن ريقهم صابون... آش كون يرضّيو وآش شكون يغضبوا وتكثر التوصيات والتدخلات والمعارف والأكتاف. كل واحد يهزّ في القفة للآخر بالكشي يحنّ عليه ويعطيه كونجيه كيف ما يحب وفمّة اللي كلاه على بكري في وسط العام وبدا من توة يكمبص ويخمبص في congé maladie على خاطرو يخدم درابكي في مزود وإلا عازف في فرقة واللي يصوّر وفي ها الميسرة خيرلو من شهريتو عام كامل... في جويلية وأوت حرب ضروس لا كيفها حرب العراق ولا أفغانستان ولا الصومال ولا الشيشان وما يتضرّ فيها كان المواطن المسكين اللي وين يمشي لإدارة يلقى شطر قيشياتها مسكّرين بسبب العطلة الصيفية والورقة اللي تطلع في جمعة تولي تطلع في شهر واللي فاتك أغرب أنّو الوزير ما ينجمّش مسكين ياخذ كونجي كان طارت نهار وإلا اثنين والمديرين مربوطين بالوزير أما الموظفين الصغار داخلين في الربح خارجين من الخسارة ياخذو كونجياتهم ويزيدوا يحفتروا منهم شويّة عطل رسمية وشويّة عطل مرضية وشويّة عطل استثنائية وشويّة فصعات واللي يحب يطلّع ورقة لازم يخلط عليهم للبلاد وإلا لحلق الوادي وإلا للحمامات. ويعدّي صيفيتو المغبون وهو يغني من إدارة لإدارة «همّ الإدارة يا ليل.. وإحنا الحيارى يا ليل» على رأي طيّب الذكر أحمد عدوية... ولا تنفع فيها لا إدارة سريعة ولا إدارة إكسبراس ولا برمانونس... ما دام السنة طاحت عينها ووذنها بحر وعطلة ورمضان وعروسات... ويا سعدو يا هناه اللهي خبّي في شتاه لصيفو وخزّن أيامات وعمل علاقات باش يربح الكونجيات ويشيّخ الصغيرات بالعومات والتبحبيحات وإلا يصوّر الحنينات في شهر العبادات وكل صيف والإدارة التونسية بخير. فيصل الصمعي للتعليق على هذا الموضوع: