تونس الصباح تتراوح تكلفة العلاج الطبيعي بمياه البحر في مركز مختص لمدة اسبوع او عشرة أيام، ما بين 500د وألف دينار. وإن يعتبر الكثير من التونسيين أن الاسعار المعتمدة في هذه المراكز بعيدة عن المتناول وتجعل هذا المنتوج «السياحي الصحي» حكرا على الأجانب، يرى اصحاب مراكز العلاج بمياه البحر أن الاشكال الحقيقي لا يكمن في الاسعار المعتمدة بل في غياب تكفل الهياكل الاجتماعية بجزء من مصاريف العلاج في هذه المراكز، رغم النجاعة الطبية والصحية الثابتة في بعض التخصصات التي تقدمها مراكز العلاج بمياه البحر والتي تكون أحيانا اقل تكلفة من مصاريف الأدوية. يستقطب قطاع العلاج بمياه البحر «الطالاسو» سنويا حوالي 250 ألف حريف تتراوح نسبة الأجانب فيهم ما بين 85 و90 بالمائة ورغم ما أشارت اليه سابقا دراسة استراتيجية حول تنمية قطاع المعالجة بالمياه المعدنية وبمياه البحر في أفق 2016 من ان تطوير القطاع ودعمه وتأمين حضور التونسي في هذه المراكز يتطلب تحيين سياسة الصناديق الاجتماعية تكفلها بالعلاج عن طريق المياه المعدنية ومياه البحر.. لم يتم الى الآن النظر في هذا الملف مع الاشارة هنا الى ان الكثير من الدول تتكفل صناديقها الاجتماعية بهذا النوع من العلاج لا سيما بعد ان تطورت الاختصاصات العلاجية التي يتدخل مجال العلاج بمياه البحر في مداواتها.. الاختصاصات العلاجية يشير المختصون في مجال العلاج بمياه البحر ان مياه البحر تتدخل في علاج أمراض الكآبة و«الستراس» او ما يصطلح على تسميتها أمراض العصر التي انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل لافت جراء نسق الحياة اليومية والضغوطات المختلفة التي يتعرض لها الفرد. ظهرت كذلك في السنوات الأخيرة اختصاصات عادية جديدة لمياه البحر يصطلح على تسميتها الجيل الثاني من المعالجة بمياه البحر على غرار اختصاص التنحيف والتخفيف من الوزن واختصاص التأهيل الوظيفي الى جانب الطب الرياضي والتجميل الطبي.. تكاليف الدواء يقول بهذا الصدد حبيب بوسلامة صاحب مركز العلاج بمياه البحر «ان التونسيين الذين يقبلون حاليا على مراكز العلاج بمياه البحر يعرفون جيدا اهمية وقيمة بعض الاختصاصات العلاجية بمياه البحر على غرار امراض البرد والروماتيزم حيث تساهم مياه البحر وانواع من الطحالب البحرية في التخفيف بشكل كبير في الأوجاع التي تصاحب عادة هذه الأنرواع من الأمراض.. ويضيف السيد بوسلامة ان تطور الآلات التقنية التي تتدخل في طرق العلاج بمياه البحر رفع من النجاعة العلاجية. وفيما يتعلق بتكلفة العلاج في هذه المراكز اشار محدثنا الى أن تكاليف بعض الادوية التي توصف لبعض الامراض التي يمكن ان يتدخل العلاج بمياه البحر في علاجها، تكون أحيانا ارفع بكثير من تكلفة العلاج في مراكز «الطالاسو». ويضيف أن سعر المضادات الحيوية مثلا يصل الى ما بين 50 و60د للعلبة الواحدة كما ان بعض المصابين بمرض السكري الراغبين في التخفيف من الوزن يتكبدون مصاريف كبيرة بين الادوية واخصائيي التغذية ومصاريف التمارين الرياضية.. الخ في حين يمكن ان تكون نتائج التخفيف من الوزن اقل تكلفة في مراكز العلاج بمياه البحر.. ويرى السيد بوسلامة انه يتعين على الصناديق الاجتماعية ان توفر التغطية الاجتماعية في بعض الاختصاصات العلاجية لمياه البحر لان التكلفة تكون أحيانا اقل من تكلفة الأدوية. ويضيف ان ذلك يمكن شريحة أكبر من التونسيين من الاستفادة من خدمات مراكز العلاج بمياه البحر والاستفادة خاصة من التخفيضات التي تقدمها هذه المراكز خارج مواسم الذروة.