تونس الصباح شرعت وزارة الصحّة العموميّة بالتعاون والتنسيق مع الهياكل الصحيّة والمنظمات والجمعيات الناشطة في المجال الصحي والتوعوي، منذ بداية السنة الجارية في إحداث مراكز للإرشاد والتحليل الطّوعي واللا اسمي والمجاني حول فيروس نقص المناعة المكتسبة (السّيدا). ويبلغ عددها حاليًّا 11 مركزًا كما توجد 4 مراكز أخرى في طور الإنجاز بكل من قفصة والقصرين وبنزرت وحمام الأنف. هذه المراكز موجّهة إلى جميع الفئات والشرائح والأعمار وتهدف لاستقطاب أكبر عدد ممكن وتشجيعهم على إجراء التحاليل والحصول على الإرشادات حول فيروس السّيدا، لا سيّما الفئات المعرّضة أكثر لخطر حمل الفيروس لما لها من تصرّفات وسلوكيات قد تنجرّ عنها الإصابة بالمرض. ولعل ما يميّز تجربة إحداث مراكز الإرشاد والتحليل اللااسمي والمجاني حول السّيدا سريّة التحاليل، ذلك أنّ الشخص الذي يتوجّه إلى المركز لإجراء التحليل لا يذكر اسمه بل يكتفي بالإدلاء بسنّه ويسجّل جنسه إن كان ذكرًا أو أنثى إضافة إلى جنسيّته وتاريخ أخذ التحليل، وتوضع بياناته تحت رقم معيّن تقدّم له منه نسخة للاستظهار بها عند الحصول على نتائج التحاليل. وتقدّم نتائج التحليل في نفس اليوم أو في اليوم الموالي بشكل شخصيّ وشفويّ ويستحسن أن يكون من طرف الشخص نفسه الذي أخذ العيّنة للتحليل. يذكر كذلك أنّ أخذ العيّنة للتحليل وتقديم النتائج يكون مرفوقا بعمل تحسيسي وتوعوي وتثقيفي حول فيروس السّيدا وخاصّة طرق الاصابة والعدوى وطرق الوقاية المتاحة. عند اكتشاف حالات الإصابة بالفيروس من خلال نتائج التحاليل يتمّ إعلام المعني بالأمر بمرافقة نفسيّة من طرف أخصّائي نفساني نظرًا لحساسيّة الموضوع وما يمكن أن يخلفه من آثار نفسيّة. وفي مرحلة موالية يتمّ توجيه المعني بالأمر إلى مراكز التعهّد بمثل هذه الحالات، والبالغ عددها حاليا 4 مراكز تعهد تتركز في مستشفى الرابطة بتونس ومستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير وكذلك في صفاقس وسوسة. اكتشاف الحالات مبكّرًا يعدّ أيضًا التفطّن المبكر للإصابة بفيروس السّيدا من بين أهم الأهداف التي ترمي إليها مراكز التحليل الطوعي والمجاني للحد من خطر انتقال العدوى لا سيّما أن اكتشاف حالات الإصابة بالسّيدا في تونس تكون غالبًا في مراحل متقدمة من الإصابة أي بعد التحوّل من مرحلة حمل الفيروس إلى مرحلة الإصابة. وهو ما يؤكده الدكتور محمّد رضا كمّون رئيس الجمعيّة التونسيّة لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيًّا والسيدا ويضيف أن مرحلة حمل الفيروس فقط دون الإصابة ودون ظهور أعراضها يمكن أن تمتدّ وتصل إلى 10 سنوات. وهذا الواقع يرفع من احتمال نقل العدوى لا سيّما إذا كان للشخص حامل الفيروس علاقات جنسيّة مع أطراف عديدة أو له سلوكيّات أخرى محفوفة بالمخاطر قد تنتقل عبرها الإصابة إلى أشخاص آخرين. أين توجد هذه المراكز ؟ تتوزّع القائمة الحاليّة للمراكز والمؤسّسات الصحيّة التي تقدم خدمات الفحص الطوعي واللا اسمي حول السّيدا كالتالي: - مركز الرعاية الصحية الأساسيّة 9 أفريل بتونس - مركز الرعاية الصحية الأساسيّة بالمرسى - مركز الجمعيّة التونسيّة للإعلام والتوجيه حول السيدا - المركز الجهوي للطبّ المدرسي والجامعي بسوسة - المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير (قسم الطب الوقائي والوبائي) - الإدارة الجهويّة للصحة العموميّة بصفاقس (مقر مصلحة الرعاية الصحيّة الأساسيّة) - مركز الجمعيّة التونسيّة لمكافحة السّيدا والأمراض التناسليّة بصفاقس - المركز الجهوي للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بدوار هيشر منوبة - المركز الجهوي للصحة الإنجابيّة بنابل التابع للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري - المركز الجهوي للصحة الإنجابيّة بالمنستير التابع للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري - المركز الجهوي للصحة الإنجابيّة بمدنين التابع للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري حجم الإقبال تفيد مصادر الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أنّ المراكز الأربعة المذكورة أخيرًا التابعة لها سجلت منذ إحداث هذه المراكز أي على امتداد حوالي 6 أشهر الفارطة إقبال 250 شخصًا لإجراء تحاليل لم تسجّل من بينهم إصابة بالسّيدا. وإن تعتبر هذه المصادر الإقبال محتشمًا فإنّها تنتظر إرتفاع الإقبال مستقبلاً لا سيّما أنّه ينتظر الشروع خلال الفترة القليلة القادمة في تنفيذ برنامج إعلامي وتحسيسي للتعريف بهذه المراكز والتشجيع على الإقبال على خدماتها لبلوغ الأهداف المرسومة لهذه التجربة. تجدر الإشارة إلى أنّ الإحصائيّات الرسميّة حول فيروس السّيدا في بلادنا تشير الى تسجيل 70 حالة جديدة سنويًّا منها 30% لدى الإناث و70% لدى الذكور (دون سنّ الثلاثين).