وافق الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا مؤخرا على مواصلة تمويل برنامج "دعم الشراكة وتعزيز الجهود الوطنية لمقاومة فيروس نقص المناعة المكتسب"السيدا"في تونس لمدة سنتين إضافيتين، 2013 و2014. وللإشارة فإن عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب بتونس بلغ إلى حدود شهر ماي 2012، 1228 حالة 80 بالمائة منهم بلغوا مرحلة المرض، وقد بلغ عدد الحالات المسجلة منذ 1985تاريخ اكتشاف أول إصابة 1777 توفي منهم 541، في حين سجلت نسبة حاملي الفيروس الذين يجهلون إصابتهم حسب احتمالات منظمة الصحة العالمية ما بين2000 و3000 حالة. وتمثل الفئات المحفوفة بالمخاطر،مثليي الجنس ومدمني المخدرات عن طريق الحقن وممتهنات الجنس الفئات الاجتماعية الأكثر عرضة للإصابة. وتعد العلاقات الجنسية السبب الرئيسي لانتقال الفيروس، وفي المقابل تظل التوعية والتثقيف بضرورة تبني سلوك صحي مسؤول وسليم وتوخي سبل الحماية لتجنب انتقال هذا المرض من أهم الوسائل لمكافحته والوقاية منه والمحافظة على الرصيد الصحي لكل الفئات الاجتماعية وخاصة الشباب. الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري يبادر بالتوعية والتثقيف منذ 1997 بادر الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري منذ سنة 1997 بوضع برنامج وطني للعناية بالشباب وبالصحة الإنجابية بدعم من صندوق الأممالمتحدة للسكان وبالشراكة مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية العاملة في مجال الشباب معتمدا في ذلك على وضع آليات وبرامج لنشر ثقافة الصحة الإنجابية لدى هذه الفئة العمرية وتوعيتهم لتفادي السلوكيات المحفوفة بالمخاطر التي تهدد صحتهم ، كالتعفنات المنقولة جنسيا والسيدا والحمل خارج إطار الزواج والإدمان بمختلف أشكاله. وقد شهدت الخدمات التثقيفية الطبية الموجهة للمراهقين والشباب تطورا كميا ونوعيا بفضل بعث "فضاءات صديق الشباب " للتواصل والتثقيف الصحي والإحاطة النفسية والطبية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية،وهي فضاءات متواجدة بمختلف ولايات الجمهورية فضلا عن تركيز 44 خلية إنصات وإرشاد بهياكل الديوان وبفضاءات أخرى عمومية و جمعياتية. وشهد العمل الوقائي والصحي نقلة نوعية وكمية هامة في إطار برنامج التعاون بين تونس والصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا الذي كلف الديوان كمنتفع رئيسي تحت إشراف وزارة الصحة على تسييره وتنفيذه في إطار الشراكة مع عديد الهياكل العمومية والمنظمات غير الحكومية. وقد حقق هذا البرنامج بفضل تضافر جهود كل المنتفعين والشركاء الأهداف المرسومة حيث تمت المحافظة على استقرار الوضع الوبائي للمرض بنسبة انتشار تبلغ 0.1 بالمائة وبمعدل 70 حالة جديدة كل سنة. كما تدعمت معارف الشباب في مجال الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا حيث ارتفعت النسبة المائوية للشباب بين 15 و24 سنة الذين لهم دراية صحيحة بطرق الوقاية والرافضون للأفكار الخاطئة حول انتقال فيروس نقص المناعة المكتسب حتى سنة 2009 لتبلغ 40.3 بالمائة وذلك بفضل تكثيف العمل التثقيفي والوقائي الذي شمل أكثر من 206 ألف شابا و شابة من الوسط المدرسي فيما استفاد 41373 شخصا من الفئات الهشة بالتوعية خلال الحصص و اللقاءات التثقيفية. تركيز 25 مركزا للتقصي الطوعي والمجاني للفيروس ويمثل التقصي المبكر للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب والسيدا والحيلولة دون بلوغ حامله مرحلة المرض بفضل الرعاية الطبية التي خفضت من خطورته وجعلت منه مرضا مزمنا بعد أن كان مميتا أهم أساليب مكافحته والوقاية منه إلى جانب التوعية والتثقيف. وتبعا لذلك تم منذ 2008 تركيز مراكز للتقصي الطوعي واللائسمي والمجاني. وقد بلغ عدد هذه المراكز حتى سنة 2011 ، 25 مركزا يتميز بضمان السرية التامة. وتتولى هذه المراكز تقديم حوالي 8000 فحصا سنويا تؤمن المراكز التابعة للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري نصفها.