الدار البيضاء - تونس- الأسبوعي: كانت الرحلة المتجهة من تونس إلى الدارالبيضاء (المغرب) الأسبوع الفارط عى متن الخطوط الملكية كافية على مستوى الوقت لتطلعنا سيدة كندية عمرها ستة وسبعون عاما عن حكاية ارتباطها بشاب تونسي (34 سنة) وزواجها منه لكن فرحة العمر أو فرحة خريف العمر لم تكن تامة لان عقبات كثيرة حالت دون جمع هذين الزوجين بصفة تامة تحت سقف واحد.. ورغم تقدم سن هذه السيدة فإنها لم ترم المنديل وظلت تتكبد مشاق السفر خاصة مع عدم وجود خط مباشر رابط بين تونسوكندا وظلت تقطع المسافات لتقريب المسافات وإقناع السفارة الكندية لمنح التأشيرة لزوجها الشاب التونسي هشام والسماح له بمغادرة التراب التونسي والتوجه إلى كندا للعيش معها... وذكرت السيدة بيارات ترمبلاي في حديثها إلينا أنها تعرفت على زوجها الشاب التونسي هشام البجاوي من ضواحي العاصمة تونس عن طريق مواقع التعارف على الانترنات التي تعرف «بالتشات» ثم عن طريق اللقاء المباشر في تونس لتنتهي الحكاية في الأخير بالزواج... وأضافت هذه السيدة الكندية أن حالة الوحدة التي تعيشها في بيتها وهو فسيح الأرجاء وخال من كل ونيس وأنيس هو الذي دعاها في البداية إلى نوع من الملهاة عن طريق هذه المواقع الالكترونية المذكورة لكنها وجدت في هشام الشخص المختلف وهو ما دعاها إلى هذه المغامرة التي هي من وجهة نظر بعضنا مغامرة مجهولة ومجنونة لكنها أخذت حيز الواقع واليقين بعد الزواج وعقد القران الذي تم بموافقة السفارة الكندية نفسها وحسب الوثائق التي سلمتها للزوجة لعقد القران في تونس... الأسباب غير المنتظرة ولم يكن في حسبان هذا الزوج انه ينتظره امتحانا صعبا وهو امتحان الفيزا التي رفضت إلى حد الآن السفارة الكندية منحها للشاب التونسي بالرغم من توفر كل المستندات القانونية وأهمها عقد القران ...وفي الرسالة- الرد التي وصلتها من لجنة الهجرة وطلب اللجوء بتاريخ 3 ماي 2009 والتي سلمتنا السيدة بيارات ترامبلاي نسخة منها كانت أسباب الرفض متنوعة ومختلفة سنأتي على ذكرها فيما يلي بالتوازي مع رأي بيارات فيها ومنها نذكر الفارق الكبير جدا في السن والثقافة والديانة وهنا تساءلت المعنية لماذا وافقت السفارة الكندية بتونس بمنحها الوثائق اللازمة لعقد القران والموافقة على هذا الزواج. أما بالنسبة لاختلاف الديانة والثقافة فهي من وجهة نظر بيارات غير مطروحة طالما أن الزوجين يتبادلان الاحترام ويؤمنان بالاختلاف دون أن يضغط الواحد منهما على الآخر بتبني ديانته واعتناقها... وبخصوص فارق السن تساءلت بيارات إن كان بالفعل حاجزا وقالت: هل كان هذا السؤال سيطرح لو كنت أنا في سن ال 34 وهشام في سن76 ؟ خاصة وان هذه الحالات المعكوسة موجودة بالفعل... أي انه يسمح للمسن الغربي بالتزوج من الشابة العربية التي لا تتجاوز العشرين أحيانا ثم أضافت «هل يحق لأحد أن يحدد لي من أحب ومع من سأرتبط؟ أعتقد أن كندا بلد رمز للحرية العامة والشخصية».. لكن المضحك فعلا والذي لا يعد منطقيا هي الأسباب الأخرى والمتمثلة في الاعتماد على صور الزفاف للوصول إلى نتيجة مفادها أن هذا الزواج غير سعيد والصور التي تجمعهما لا تبرز أية علاقة حب وود وهو ما يعني انه زواج غير حقيقي بالفعل... وقد حاولت بيارات تفسير هذا السبب للجنة الهجرة ذاكرة أن من طبع زوجها هشام انه خجول ومن طبع التونسيين عموما أنهم يخفون أحاسيسهم ومشاعر الحب... وقد تساءلت كيف يمكن الحكم على سعادتهما من خلال صورة... وبخصوص السبب الآخر الغريب الذي انتقدته بيارات وارتكزت عليه السفارة الكندية للرفض يتمثل في اختيار بيارات لنزل بمدينة سوسة عوض عن نزل في العاصمة بالقرب من بيت هشام زوجها... وقد شرحت للمسؤولين في السفارة أنها لا تعرف تونس جيدا وأنها اختارت هذا النزل بسوسة من كندا بناء على سعر تفاضلي زيادة على أنها لم تزر تونس سابقا وكانت رغبتها وهي تختار هذا النزل أن تكون اقرب ما يكون من زوجها هشام لكن جهلها بالجغرافبا التونسية هو الذي أوقعها في سوء الاختيار.. كما ذكرت بيارات أن تعرّفها على هشام تمّ عن طريق موقع سكايب وعن طريق الهاتف لهذا ارتأت من الصالح ومن المفيد على كل المستويات بما في ذلك سلامتها ألا تنزل مباشرة ضيفة على أهل هشام قبل التعرف إليه عن قرب وفضلت أن يكون ذلك في الأول بعيدا عن الناس.. وفي الأول كان هشام زوجها يعودها كل يوم عن طريق القطار وسيارات الأجرة الرابطة بين تونسوسوسة.. وبعد زواجهما أقاما معا شهر العسل في عدة مناطق سياحية وفي ضيافة أهل هشام... وفي اتصال هاتفي بالزوج هشام أكد لنا ما سبق ذكره مشيرا إلى أن هذا الزواج لم يكن مصلحيا بدليل انه تمّ على الطريقة التونسية أي تحمل الزوج كل المصاريف والمستلزمات. النتيجة الصدمة وبعد هذه الأسباب التي أتينا على ذكرها والتي تمّ شرحها وتفسيرها من المعنيين بالأمر للسفارة الكندية في إطار اختبار نفسي كانت النتيجة بالحكم على علاقة بيارات وهشام بأنها غير منطقية وهدفها غير شريف وهو تمكين الزوج هشام من الهجرة إلى كندا عن طريق زواج ابيض كما يقال.. وعن هذا الأمر ذكرت بيارات أن هشام ليس في حاجة لها للهجرة إذ له أخ في ايطاليا وأخت في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وعليه كان من السهل عليه الهجرة والخروج من تونس. وأضافت بيارات أن «هشاما» اقترح عليها الاستقرار في تونس لكنها رفضت ذلك.. علما وان «هشاما» هو الذي تكفل بكل شيء بما في ذلك تذكرة الطائرة على حد ما أعلمتنا به بيارات.. وبخصوص مسالة الأبناء ذكرت بيارات أنها بمثابة السؤال الفخ التي لم تكن تنتظره حيث طرح عليهما في الاختبار المذكور سلفا ما إذا كانا على رغبة في إنجاب الأبناء خاصة وأنها بلغت سن اليأس. ولم تقتنع السفارة في عدم تفكيرهما في إنجاب الأبناء وهو ما دعم رأيها في عدم منح التأشيرة لهشام.. بقي السؤال المطروح بعد معرفة وجهات نظر كل الاطراف هو هل حكم على هذه العلاقة بين هشام وبيارات بالنوايا ان انها تحمل اسباب فنائها في داخلها؟