تونس الصباح: انطلق موسم التخفيضات الصيفي مع بداية الشهر الجاري وهي تظاهرة اقتصادية هامة استعد لها التاجر والحريف على حد السواء. قد تكون فرصة ذهبية لمن يستعد للزواج قريبا ومن شرع في التحضير للعودة المدرسية ومتطباتها الكثيرة، وقد تبدو للبعض في المقابل فخا يطرح بما تبقى من ميزانية المواطن التي انهكتها مصاريف الصيف التي لا تنتهي. عن شفافية التعامل بين التاجر والحريف وعن الاقبال والخطط التي تضعها هياكل المراقبة الاقتصادية في عمليات المتابعة للمنتوجات المعروضة تجنبا لظاهرة «الصولد الوهمي» اتصلنا بالسيد جميل بن ملوكة رئيس الغرفة فأكد انه الى حد الآن لم تسجل مخالفات او تشكيات من المواطنين كما صرح في المقابل ان الاقبال في الايام الأولى للتظاهرة اقل بكثير بالنسبة للموسم الفارط ورجح اسباب ذلك لقلة توافد السائحين من أجانب وأشقاء عرب وتردد المواطن التونسي بين مصاريف رمضان الذي يطرق الابواب، للتمتع بفرصة التخفيضات والاسعار المناسبة لميزانيته. وعن شفافية التعامل بين التاجر والمواطن اضاف ان التاجر اصبح مدركا لمدى وعي المواطن وانه لا طائل من المراوغة او الغش واكد ان الجهود تتظافر للتصدي لظاهرة «الصولد الوهمي» ولدعم الثقة بين الحريف والتاجر. اكتفي بجولة عابرة من جهة أخرى اتصلنا ببعض الباحثين عن ضالتهم بين واجهات محلات الملابس الجاهزة فكانت الاجابات متباينة تتأرجح بين الترحيب والثناء، وبين التشكيك والنقد. انظار مشدودة لملابس تغري الحريف بثمنها المنخفض وأحشاد تستجدي «الشهرية» التي اغتالتها المهرجانات علها تشمل «الصولد». الآنسة مريم تقف امام محل لبيع الأحذية تراقب بحذر شديد الأسعار وتقارنها بتلك المشطوبة. سألناها: هل وجدت ضالتها في هذه التظاهرة؟ فقالت: «أكتفي بجولة عابرة بين المحلات ألاحظ باستياء تلاعب التاجر بجيب الحريف الميال بطبعه لاغتنام الفرصة، ثم انصرف. السلع المعروضة ذات مواصفات رديئة واسعارها تبقى مرتفعة مقارنة بالجودة لكن للأسف هناك من لا ينتبه لذلك فيقع في فخ تحيل التاجر وتكون النتيجة فقدان الثقة بين الطرفين ويجعل «الصولد» مجرد «حبر على ورق» وكذبة كبرى يقع ضحيتها البعض. كذبة كبرى شاطرها الرأي السيد أحمد أستاذ تعليم ثانوي حيث قال: «تسبق انطلاق الصولد حملة اشهارية ترويجية يؤكد من خلالها القائمون عليها على شفافية التعاملات بين التاجر والحريف وحقيقة التخفيضات التي ترفق بميزانية المواطن. ويبقى ذلك مجرد وعود لا تتحقق. اذ بعد جولتي بين العديد من المحلات وجدت اسعار ملتهبة لسلع طوتها صفحات الموضة واصبحت غير ملائمة لأذواق شبابنا ولا حتى أطفالنا. ما عدا القليل من التجار الذين يضعون مصلحة حرفائهم قبل الربح ويحاولون كسب رضاء المواطن حتى لو كان ذلك على حساب هامش الربج ويتقنون «لعبة» الصولد» الذي قد يكسبهم ما هو اهم من المال. مكره أخاك لا بطل السيدة علياء أم لأربعة ابناء تستعد للعودة المدرسية التي تستأثر بنصيب الاسد من الميزانية. بيد انها قبلت الانخراط مع المقبلين على التخفيضات ولكن على مضض «العودة المدرسية تطرق الابواب، ونضعها نصب اهتمامنا انا وزوجي الذي يضع «الشهرية» كلها في المصاريف اليومية التي تتصاعد مع تصاعد حرارة الصيف، بينما أتكفل أنا بمصاريف العودة المدرسية. واجد «الصولد» فرص مناسبة لاقتناء الملابس بأسعار لا يمكن ان نقول عنها انها منخفضة جدا كما يدعي البعض ولكن قد توفر بعض الدنانير القليلة.