تونس الصباح: رغم تصنيفه من المجالات ذات القيمة المضافة القادرة على جلب نوعية راقية من السياح وذات قدرة انفاقية مرتفعة، ورغم توفر ارضية ملائمة في تونس لتطور هذا النشاط.. لم يصل بعد نشاط الغوص في الاعماق الى المستوى الذي يستحقه وهو يواجه جملة من التحديات.. تتستقبل تونس سنويا 5 آلاف غواص من جملة 200 الف من ممارسي ومحبي هذا النشاط يحتضنهم البحر الابيض المتوسط مما يؤكد انه بالامكان جلب المزيد من هؤلاء لاسيما وان تونس تتوفر على مؤهلات طبيعية (1300 كلم من السواحل ومواقع بحار..) مناسبة لممارسة نشاط الغوص وبقية الانشطة المتفرعة عنه على غرار السباحة بالزعانف والتصوير في الاعماق.. الخ لكن يشير السيد فؤاد بوسلامة الكاتب العام للجامعة التونسية لأنشطة الغوص ونائب رئيس الاتحاد العربي لانشطة الغوص، ان نشاط الغوص لا يعتبر متطورا بالشكل الكافي في تونس رغم كل المؤهلات المطلوبة وقدرة هذا المجال على جلب نوعية عالية من السياح لها قدرة شرائية مرتفعة وهو ما تفتقده وتحتاجه السياحة التونسية. تجدر الاشارة في هذا السياق الى ان نوعية السياح الوافدة على الوجهة التونسية تعد من الشرائح متوسطة وضعيفة الدخل في بلدانها مما ينعكس على معدلات انفاقهم السياحي في البلدان التي يزورونها ويعتبر التوجه نحو جلب نوعية «أرقى» من السياح لتحسين مردود القطاع من الاهداف الملحة والتي تتطلب دعم المجالات والمنتوجات السياحية القادرة على جلب سياح ذوي دخل وقدرة شرائية مرتفعة على غرار مجالات سياحة القولف وسياحة الطالاسو وسياحة المؤتمرات وسياحة أنشطة الغوص. تحديات يبدو من خلال ما اشار اليه السيد فؤاد بوسلامة ان تطور نشاط الغوص يواجه بعض النقائص التي يجب رفعها لتحسين مردود القطاع يواجه النشاط غياب البرامج الترويجية الكفيلة بالتعريف بمؤهلات الوجهة التونسية كوجهة يمكن ان تحتضن محبي وممارسي الغوص لاسيما العمليات الترويحية في دول الخليج. تحدث السيد بوسلامة ايضا عن الصعوبات التي تواجه نوادي الغوص جراء موسمية النشاط من جهة الذي لا يتعدى 42 يوما في السنة مقابل ارتفاع تكلفة التجهيزات والمعدات فاثمانها باهظة ومدة صلوحيتها محدودة. يواجه نشاط الغوص ايضا تحدي النقص في تكوين مدربي الغوص لاسيما وان معايير السلامة تفرض توفير مدرب غوص لكل حريف في حين ان المدربين القدامى يغادرون اما للهجرة باتجاه بلدان اخرى او بسبب تقدم سنهم او كذلك بسبب النشاط الموسمي للقطاع الذي لا يشجع على المواصلة. عرج ايضا السيد بوسلامة على تحدي اخر يواجه نوادي الغوص وهو غياب قطاع الغيار وبين ان ذلك يؤثر على مستوى جودة التجهيزات المستعملة حيث ان من بين 28 ناد ينشط حاليا في القطاع لا تجد سوى 3 او4 نوادي على اقصى تقدير تحترم مواصفات الجودة في التجهيزات والمعدات المستعملة. يدعو محدثنا في هذا السياق الى مراجعة الرخص الممنوحة والى الصرامة في تطبيق كراس الشروط الذي ضبطته الجامعة التونسية لانشطة الغوص. ودعا السيد بوسلامة كذلك الى مزيد العناية بالترويج للقطاع وادراجه على لائحة الميزانية المخصصة للترويج للسياحة.