تونس الصباح بعد أن تذمروا طويلا من ظاهرة «السرعة الجنونية» لسواق الحافلات العمومية... أحس حرفاء شركة «نقل تونس» هذه الأيام بضجر كبير من سواق تلك العربات نفسها نظرا لأنهم خفضوا في السرعة بصفة ملحوظة، ومروا في ظرف وجيز من «سرعة البرق» الى سرعة «السلحفاة»... الأمر الذي أحدث اضطرابا في مواعيد السفرات وأدى الى تأخر الكثير من الموظفين عن مواعيد التحاقهم بمقرات شغلهم. ويجدر التذكير أن شركة «نقل تونس» شرعت في تنفيذ برنامج يرمي الى التخفيض في سرعة الحافلات بهدف ضمان سلامة الحرفاء ومستعملي الطريق عموما.. وتقرر الانطلاق بمنظومة تحديد السرعة بنحو سبعين كيلومترا في الساعة داخل المناطق الحضرية.. وسيتم تعميم ذلك تدريجيا على كل الحافلات، ويذكر أن هذه المنظومة تجعل السائق غير قادر تقنيا على تجاوز تلك السرعة. وبالاضافة الى التخفيض في السرعة لاحظ مستعملو الحافلات أن السواق أصبحوا يتوقفون في كل المحطات ويفتحون الأبواب الأمامية والخلفية حتى في صورة أن المحطات لا يوجد بها ركاب.. ولا ينوي أي راكب النزول فيها.. وساهم ذلك أيضا في ضياع الوقت وأثار هذا السلوك غضب الركاب اعتقادا منه أن السواق يفعلون ذلك لمجرد اضاعة وقتهم ولإثارة أعصابهم ليس إلا.. والكثير منهم لم يعلموا بعد بالاجراءات الجديدة التي اتخذتها شركة «نقل تونس» بهدف دعم سلامة مستعملي وسائلها... وفي هذا الصدد يجدر التذكير بالتعليمات الصارمة التي وجهتها الادارة العامة للشركة للسواق والقباض بهدف القضاء نهائيا على ظاهرة الأبواب المفتوحة عند السير، وفي هذا الاطار قال أحد السواق ان المواطن يطالب دائما بالسلامة.. وان السائق نفسه لا ينشد غير السلامة.. ولهذا على الحريف أن يتأقلم مع الوضع الجديد وأن يعمل قدر الامكان على الذهاب مبكرا الى المحطة والسفر مبكرا حتى لا يتأخر عن موعد الالتحاق بعمله. ولا شك أن هذا المقترح في محله لأن المواطن لو يقع تخييره بين سفرة سريعة توصله في وقت وجيز الى عمله لكنها سفرة لا تتوفر فيها السلامة جراء السرعة المبالغ فيها، وبين التضحية بقليل من الوقت والخروج باكرا من منزله ليمتطي الحافلة باكرا ويصل الى مقر عمله في الوقت المحدد، سيختار دون شك سلامته.. ولكن هذا لا يمنع من دعوة شركة «نقل تونس» لتكثيف الأسطول خاصة في فترات الذروة وذلك لتأمين سفرات أفضل لحرفائها في أوقات الذروة.