يعتبر برنامج لحظة بلحظة لنبيل بن زكري من برامج التحقيقات الأكثر متابعة لدى الجمهور التونسي ولذلك لتطرقه الى عديد المواضيع الملتصقة إلتصاقا وثيقا بالحياة اليومية للمواطن التونسي واعتماده لغة سهلة بعيدة عن الدمغجة و«التفلسيف» وكذلك لجرأته في طرح المواضيع ووضع الإصبع على الداء وقد كشفت حلقته الأخيرة والخاصة بنافورات العاصمة الكثير من «أعوارنا وخنّارنا» وعن «إستهتارنا» بالأملاك العمومية وعن وعي المواطن الذي بدأ واضحا للعيان خصوصا في نافورة باب الخضراء ونافورة باردو. هذا المواطن الذي من كثر وعيه وخوفه على المكتسبات العمومية وتجهيزاتها حملها معه الى بيته.. فقلع «جليزها» و«رخامها» وفك «موتورها» وتوصيلاتها حفاظا عليها من السرقة لقد كشفت هذه الحلقة الكثير من الخنّار والكثير من الأعوار فالمواطن مازال رغم حملات التوعية غير واع.. ومازال يعتبر الملك العمومي والمرافق العمومي هو «متاع الحاكم» يحق له ان يتصرف فيه كما يشاء بلا رادع ولا حسيب ولا رقيب ولكن المأخذ الذي نؤاخذ عليه نبيل بن زكري هذه المرّة هو وقوفه عند «ويل للمصلين» هذه المرة في التعامل مع هذا الموضوع الهام. لقد استمعنا الى المواطنين وتدخلاتهم وكانت الصورة في كثير من الأحيان أكثر تعبيرا من الكلام ولكنّنا وددنا رغم ذلك لو استمعنا الى صوت مسؤول من البلدية يدافع عن الإتهامات التي كالها لها المواطنون وحول الإهمال وعدم الصيانة لعدة سنوات لتصبح هذه النافورات مصبا للفضلات ومرتعا للمتسكعين ومجالا رحبا للقيام بعديد الأفعال غير اللأخلاقية. وودنا لو حدثونا كم صرفوا من المال العام لتركيز هذه النافورات وكيف تركت بعد هذا مثل الأطلال.. وودنا يا نبيل ان نستمع الى الرأي والرأي الآخر حتى لا يأتي برنامجك مبتورا وحتى لا نقول كما قلنا في البداية أنك وقفت عند ويل للمصلين.